حرصت الدولةُ المصرية علي إحياءٍ وتفعيل النشاط المسرحي في المدارس بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والثقافة ومجموعة قنوات مدرستنا برعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية علي تقديم عرض مسرحي استعراضي غنائي يحملُ رسائل إيجابية وطاقة أمل للطلاب من خلال مسرحية " تقدر " لتحفيز الطالب بأهمية ومكانة القدوة الإيجابية في المجتمع المصري في مختلفِ المجالات الطب ، الهندسة ، الإعلام ، الرياضة ، الفنون ..وغيرها وبلورة أهمية نماذج القدوة كوسيلة لإنتاج أفراد يتسمون بالسلوكيات والصفات الجيدة مثل المثابرة في العمل والعطاء والإصرار علي النجاح والتميز ونبذ السلوكيات والأساليب السلبية التي يجدها علي شبكات التواصل الاجتماعي ، ونجد " الترند " و "الهاشتاج" هما مقياس نجاح الشخصية بصرف النظر عن القصة أو المضمون المناسب لهما للإفادة أو الإمتاع ، فأصبحت المقاييس المادية والشُّهرة هما المعيار علي حساب جودة العمل المطروح فوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من سمات العصر واخترقت جميع البيوت دون استئذان ودون رقابة وتستخدمها جميع الفئات العمرية ، فهي أداة فتّاكة وسلاح ذو حدين ، كما أنها وسيلة لتعزيز السلوك الإيجابي داخل المجتمع عن طريق تشجيع الطالب علي تكوين صداقات والتواصل مع الآخرين وتبادل الخبرات العلمية والإنسانية إلا أنها وسيلة مُضرة بجميع القيم الإيجابية التي ينبغي أن يتمسكَ بها الفرد في أخلاقه وسلوكه وعلاقاته وبالتالي يحدث تزييف للوعي بسبب التأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية لظاهرة الترند بسبب قوة تداوله والتفاعل معه من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فأتاحت للطالب التعبير عن رأيه بحرية بين مؤيد ومعارض لقضية ما ولكنه يحاكي ويقلد النموذج الأكثر شهرة بسبب انتشار الكم الهائل من المعلومات أو القضايا المطروحة ونوعيتها وبالتالي يصعب علي عقل الطالب تحليل هذا الكمّ الهائل في وقت قصير للتأكد من صحتها وماهية الدوافع وراء طرح تلك المعلومات إن كانت صحيحة في ذاك التوقيت مما يؤدي للأغلبية إلي اقتصار مداركهم ووعيهم علي مرحلة استقبال المعلومات فقط دون الانتقال إلي مرحلة المعالجة والتحليل وينساقون وراء الهاشتاج وبالتالي يقعون ضحية التلاعب بصحتهم النفسية والعقلية ونلمس التأثير السلبي القائم علي خلخلة الأعراف المجتمعية وكسر القوالب الاجتماعية وفرض نماذج القدوة السيئة في ظل تراجع الدور التربوي للأسرة المصرية والمؤسسات التعليمية والدّينية فهو إعلام موازٍ يختلط عليه الطالب المعلومات الكذّابة بالصحيحة وتتضارب الآراء فتنتج منها توجيهات شاذة عن المجتمع ونسقه القيمي . ولقد حاول العرض المسرحي " تقدر" تقديم نماذج إيجابية مصرية في مختلف المجالات والمعارف لإبراز دور القدوة في نقل ثقافة المجتمع إلي الأجيال المتعاقبة مما يعطي للقدوة مكانة مُهمة وفاعلة في أساليب التربية الفنية المسرحية لإحداث تأثير علي سلوكيات الطالب ومستقبله ، فالقدوُة الحسنة تعدُّ من العوامل التي تساعد علي النجاح والتميز في حياة الطالب ومن الأمور التي يجبُّ أن يغرسها المُربون في نفوس أبنائهم وتعدَّ عمودًا أساسيًا من أعمدة الأسرة التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا في مسيرة الطالب في الارتقاء بنفسه وخدمة مجتمعه ، ولتقديم تلك النماذج وظّف المخرجُ تقنية " الهولوجرام "كواحد من أكثر التقنيات التكنولوجية الحديثة التي يمكن الاستفادة من إمكانياتها ومميزاتها في العملية التعليمية والنفسية كوسيلة فنّية فاعلة وأداة تعليمية مستقبلية إذ تتيحُ تلك التقنية الفنية للطالب التفاعل مع ما يعرض أمامه من معلومات وأفكار وقضايا فهي أداة فعّالة تعمل علي جذب اهتمام الطلاب لبلورة نماذج القدوة الإيجابية بهدفٍ الإقناع والإمتاع والتفاعل مع العرض المسرحي واكتساب خبرات تعليمية وهذا يبلور دور المسرح المدرسي التربوي والتعليمي الذي يعدُّ من أساسيات عمله المساهمة في توعية الطلاب بالمخاطر التي تهددُ حياتهم من جرّاء تقليد نماذج سيئة وخطورة تهميش النماذج الإيجابية والقدوة المحفزة علي النجاح والتمييز في المجتمع المصري فهو يعُّد (المسرح) عاملاً مكملاً لجهود الأسرة والمؤسسات التربوية والاجتماعية والدِّينية والثقافية والإعلامية للدولة بهدف تربية وتنشئة الطلاب وفقاً لمعايير وقيم تتسمُ بالقبول الاجتماعي والرغبة الصادقة في طرح الأثار السلبية والخطيرة من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي أمثال) الترند - الهاشتاج (علي عقول وطاقات الطلاب . |