يُعتبر الدِّين ذو أهمية كبيرة بالنسبة للفرد والمجتمع لنشر الفضائلَ والأخلاقيات السامية ، وفي تنظيم سلوك الأفراد وإصلاح أحوال المجتمعِ وتكمنُ أهميته في كونه يسَهمُ في تحقيق الاستقرار والأمنِ ويهذبُ الأخلاق ، والدين المسيحي بجميع وصاياه وتعاليمه يرفضُ الرياء الديني والنفاق وتآمر السُلَطة الدينية مع النظام الحاكم وتحاسب وترفض شخصية رجل الدين المتآمر المخادع المتسربل بعباءة الدين المسيحي.
ومن بين الكُتَّاب الذين تناولوا شخصية رجل الدِّين المنافق الكاتب الفرنسي" موليير " في مسرحيته الشهيرة " طرطوف ". و مسرحية " الرَّاهب " للكاتب لويس عوض 1961م و الكاتب الفلسطيني" معين بسيسو" في مسرحيته مأساة جيفارا ١٩٦٩م. كما اهتَّم الروائي "وليم ليكيه" اهتماماً خاصاً بشخصية الرَّاهب المُحتال " راسبوتين " ؛ ليجعلَ القارئ يقظاً عبَّر الجانب الحكي السردي ويمنحه رؤية نقدية ومشاركة نفسية في معايشة الأحداث الدِّرامية فَقَّدم الاستشهادات و الؤثائق التى يزعمُ أنها صحيحة وصادقة. والفنان القدير " يوسف وهبي " في مسرحيته " راسبوتين ١٩٦٠م " فقد تناولَ فيها شخصية الرَّاهب " راسبوتين " الشخصية الروسية الشهيرة والتي لعبت دوراً مؤثراً في حقبة الثورة الروسية التي اندلعت عام ١٩١٧م حينما كانت روسيا تحت حكم الإمبراطور الثاني آخر حكام أسرة "رومانوف" التي حكمت روسيا لأكثر من ٣٠٠ عام ؛ حيثُ كان الإمبراطور "نيقولا" مشغولاً في أمور الحرِب التي خاضتها بلاده ضد دول أوروبية وكان نظامه يواجه معارضة وانتقاد لاذع من قِبل الحركات الثورية السيّاسية والاجتماعية التي تطالبه بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتغير. وفي تلك الأجواء المتشابكة ظهرت شخصية الرَّاهب " راسبوتين " يزعمُ أنه يمتلكُ قدرات رُوحية وشفائية . وظَّفها " يوسف وهبي " في مسرحيته لإقناع الشعب الروسى بقدراته الخارقة فكان يتظاهرُ بالزهدِ والتقوى كما استطاع أيضاً إقامة علاقة وثيقة الصِّلة بالإمبراطور " الكسندرا " زوجة الإمبراطور حيث أقنعها بقدرتهِ على شفاء ولي العهد الأمير " الكسيس " فتثق فيه . فالمسرحية تفضحُ هيمنة النفوذ الديني الكنسي فقد أصبح الرَّاهب مستشار القيصره وكان له تأثير قوي جداً على كل البلاطِ وأصبح نفوذه على كل القرارات الداخلية والخارجية و نجحَ في جذبٍ العديد من جميع الطوائفِ الاجتماعية بالتآمرِ والخديعة.و يقتلُ كل مَنْ يُعَارضه ، وكان يعشقُ العاهرات مدمناً للخمر.
|