مشكلة البحث :
تعتبر تمرينات العروض إحدى مواد التربية الرياضية التي تهدف إلى تنمية الصفات البدنية والمهارات الحركية والعديد من النواحي الثقافية فهي تعمل على تنمية الممارسة البدنية والرياضية بصورة متكاملة جسميا وعقليا وروحيا في إطار من قيم المجتمع وتقاليده ، حيث يؤدي الممارس حركات غاية الصعوبة تتميز بجمال الشكل بجانب تأدية الحركات بالأدوات اليدوية المختلفة التي تنظمها طبيعة كل أداة من حيث مهارات حركية معينة . وتمرينات العروض هي عبارة عن مجموعة كبيرة من التمرينات مرتبطة ومنسجمة وتتناسق في الأداء والتوقيت وهذا العمل الحركي ليس حركات تمثيلية ولكنها تمرينات بنائية ذات حركات سهلة جماعية تتناسب مع السن والجنس والمستوى والمناسبة التي تقام من أجلها العروض . فهي تعبر عن مدى ما وصلت إليه جماعة من الإتقان والبراعة في الأداء والتحكم في الجسم والخفة والرشاقة والتوافق العصبي العضلي العصبي . ولا شك في أن العامل الأساس الأول في إظهار التمرينات الاستعراضية هو مصاحبة الموسيقى لها وكلاهما يعبر عن الآخر ويكمله.
وترى " جولیاس کاشا Julius kasha (2005م) بان القدرات التوافقية تتأسس بصورة مباشرة على مستوى كلا من الكفاءة الوظيفية والمورفولوجية للاعب حيث يمكن تقسيم القدرات التوافقية إلى محورين رئيسين ويتضمن المحور الأول القدرة على التنظيم الحركي وهو ينبثق من العمليات التنظيمية للأداء الحركي ويمكن أن نطلق على هذا المحور الأساس أو القاعدة الفسيولوجية أما المحور الثاني فيتضمن القدرات الحس حركية وهي تنبثق من النواحي الوظيفية والمورفولوجية والعمليات المعرفية ، ويمثل كلا المحورين أهمية قصوى في المجال الرياضى .
ويشير علماء التربية الرياضية حديثاً علي أهمية القدرات التوافقية كأحد الدعائم الرئيسية لأداء المهارات الرياضية حيث تشكل القدرات التوافقية عاملاً وقاسما مشتركاً ومركباً من العناصر الأخرى كما تسهم فى الوصول لأعلى المستويات الرياضية التى تسمح بها إمكانيات الفرد الجسمية ، فنرى أن المبتدئين الذين يتميزون بالقدرات التوافقية يتمتعون بمستوى أفضل عن غيرهم فى القدرة البدنية العامة التى تعتمد عليها اللياقة البدنية واللياقة المهارية ولا ترتبط القدرات التوافقية بالأداء الحركى فقط بل قد تتعداه بأداء المهارات المركبة والمتميزة بدرجة من الصعوبة والتعقيد فى النواحى الفنية والخططية.
ويعرف القدرات التوافقية " محمد صبحي حسانين ، أحمد کسری معانی " (2003م) نقلا عن " هرتز Hertz ' بأنها القدرة على إتقان الحركات التوافقية المعقدة والسرعة في تعلم الأداء الحركي وتطويره وتحسينه . كما يشيرا نقلا عن " ماثيوس Mathews " إلى أن كثيرا من الأداء الحركي يتطلب التوافق العضلي العصبي فراقص الباليه ولاعب الترامبولين ولاعب الجمباز والتمرينات كل هؤلاء تتوقف كناعتهم في الأداء على مدى سايمتلكونه من توافق عضلى عصبی
فابتالى من خلال عمل الباحث كمعيد بكلية التربية الرياضية جامعة بنها بقسم نظريات وتطبيقات الجمباز والتمرينات والتعبير الحركى ومن خلال متابعته ومساعدته فى تدريس مقرر العروض الرياضية لاحظ الباحث وجود ضعف فى مستوى أداء الجمل الحركية فى العروض الرياضية وذلك نتيجة ضعف القدرات التوافقية وذلك بسبب أن أغلبية الطلاب لا يمارسون النشاط الرياضى قبل الالتحاق بالكلية أو إخفاق بعض المدربين فى تدريب القدرات التوافقية لمن أتيحت لهم الفرصة للتدريب قبل دخول الكلية ولذلك أختار الباحث هذه الدراسة للتعرف على أهم القدرات التوافقية المناسبة لتحسين مستوى الأداء داخل الجملة الحركية فى العروض الرياضية لدى طلاب الكلية وبملاحظة العديد من الدراسات وجد الباحث أنها تهتم بإكساب وتنمية القدرات التوافقية التى تعمل على تطوير اكتساب واتقان المهارات الحركية مثل دراسات محمد عبد الستار (2012م) و إيمان سامي (2017م) و دلاور كريم عمر(2014م) ومحمد محمود مصلحي(2012م) أحمد محمد عبد المنعم (2019م) وهناك دراسات اخرى تناولت العروض الرياضية وكيفية تنمية أداء الجمل الحركية مثل أحمد مصطفى أمام (2010م) و فتحى احمد ابراهيم اسماعيل(2008م) وهذا ما دفع الباحث لتناول هذه المشكلة بالدراسة ، ويأمل الباحث من خلال ما سوف يتوصل إليـه مـن نتائج هذا البحث المساهمة بدور فعال فى مجال العروض الرياضية والوصول إلى حلا مناسباً لهذه المشكلة ، لذا يقترح الباحث دراسة عنوانها " تأثير تنمية بعض القدرات التوافقية على مستوى الاداء فى العروض الرياضية لطلاب كلية التربية الرياضية جامعة بنها".
|
