You are in:Home/Publications/الترادف بين دلالات الكلمات اللغوية وسياقات استخدامها الفعلية

Prof. Nasser Aly Abdel-Naby Hassn :: Publications:

Title:
الترادف بين دلالات الكلمات اللغوية وسياقات استخدامها الفعلية
Authors: Not Available
Year: 2016
Keywords: Not Available
Journal: Not Available
Volume: Not Available
Issue: Not Available
Pages: Not Available
Publisher: Not Available
Local/International: International
Paper Link: Not Available
Full paper Nasser Aly Abdel-Naby Hassn_kalimat.doc
Supplementary materials Not Available
Abstract:

الترادف هو إحدى الظواهر التي ترتبط بدلالات الكلمات في اللغة، عربية كانت أو غير عربية؛ ولذلك تعد علاقة الترادف بين الكلمات إحدى العلاقات الدلالية Paradigmatic Relations في الدراسات اللغوية الحديثة( ). وقد اختلف العلماء القدماء والمحدثون حول وجود هذه الظاهرة في اللغة، ما بين مُقِرٍّ بوجودها، ومُنْكِرٍ لها، يقول الدكتور كمال بشر : (( لقد صال علماء العربية في القديم، وحاولوا في هذا الباب؛ وأعطوه عناية كبيرة، حتى إن بعضهم قد وضع فيه كتباً مستقلة، ولهؤلاء آراء مختلفة في معنى الترادف، وفي إمكانية وقوعه أو عدم إمكانية ذلك( ))). وقد أكد بعض المحدثين أن (( مشكلة الترادف ... لم تُحَلّ في اللغة وما زالت موضع خلاف حتى الآن( ))). والمنكرون للترادف – الذي هو ما كان معناه واحداً وأسماؤه كثيرة( )، أو هو اختلاف اللفظين والمعنى واحد( )، أو هو اتحاد المسمى واختلاف أسمائه( ) – يرون أن (( كل اسمين يجريان على معنى من المعاني، وعين من الأعيان في لغة واحدة، فإن كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا لكان الثاني فضلاً لا يحتاج إليه( ) ))، وأن (( كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد؛ في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا به، وربما غمض علينا، فلا نلزم العرب جهله( )))، وأن (( ما يُظن من المترادفات فهو من المتباينات( ) ))، وقد بلغ إنكار بعضهم للترادف حداً جعلهم يرون وقوعه في اللغة محالاً، يقول ابن درستويه : (( فمحال أن يختلف اللفظان والمعنى واحد( ))). ولم يقف المنكرون للترادف عند حد القول بإنكاره، بل لقد أَلَّفَ بعضهم كتباً مستقلة؛ لإظهار الفروق الدلالية بين الألفاظ التي يُظَنُّ أنها مترادفة، كأبي هلال العسكري الذي ألف كتاباً سماه "الفروق في اللغة"، حاول فيه أن يثبت أن كل لفظ يقتضي غير ما يقتضيه الآخر من المعاني؛ وأن القائلين بالترادف جاهلون بالفروق الدقيقة بين كل لفظين قالوا بترادفهما، وأنهم – القائلين بالترادف – جاهلون بحكمة العرب في لغتها؛ إذ ليس من الحكمة (وهذا رأي المنكرين) أن يدل لفظان على شيء واحد، لأن أحد اللفظين سيكون فضلة، ويتضح هذا من قول أبي هلال العسكري (( وإلا لكان الثاني فضلا لا يحتاج إليه( ))). وقد ذهب بعض علماء الغرب إلى ما ذهب إليه علماء العربية المنكرون للترادف. فقد ذهب بلومفيلد Bloomfield إلى أن اختلاف الكلمات يوجب اختلاف معانيها( )؛ وأنه لا يوجد ترادف حقيقي في اللغة. وذهب أولمان Ullmann إلى أن الترادف نوع من الكماليات التي لا تستطيع اللغة أن تجود بها في سهولة ويسر( )، وذهب لهريرLehrer إلى أنه : ((إذا كان التشابه التام بين الكلمتين شرطاً للترادف فلا وجود للترادف في اللغة( )))، وذهب جدمان Goodman إلى أنه ((لا توجد كلمتان يمكن أن تستبدل إحداهما بالأخرى دون تغيير في الدلالة( ))) وذهب جورج George إلى أنه: (( لو كانت هناك كلمتان مترادفتان تماماً ما كانت هناك حاجة إلى إحداهما( ))). ولكن على الرغم مما ذهب إليه المنكرون للترادف،عرباً وعجماً، من أنه لا يوجد لفظان يدلان على معنى واحد، وعلى الرغم مما ساقوه من أدلة على ذلك، وما ذكره من فروق بين الألفاظ المترادفة – فإن الترادف يعد حقيقية لغوية، لا ريب فيها( )، وشواهده أو أمثلته أكثر من أن تحصى، وحسبنا من الأدلة القاطعة على وجود الترادف في اللغة وروده في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الشريفة، وفي الشعر العربي، وفي المعاجم العربية. أما ورود الترادف في القرآن الكريم، فيكفي تدليلاً على ذلك أن آية في القرآن الكريم وردت في موضعين بفصها ونصها، غير أنها وردت في أحد الموضعين باستخدام الفعل أرسل، وفي الموضع الآخر باستخدام الفعل بعث، وهي قوله تعالى : ﴿ قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين﴾(الأعراف: 111)، حيث وردت الآية في موضع آخر باستخدام بعث : ﴿ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين﴾ (الشعراء 36)؛ ولا يمكن لأحدٍ أن ينكر ترادف الفعلين بعث وأرسل في الآيتين. ولو تَنَبَّهَ أبو هلال العسكري – أو نُبِّهَ على استخدام الفعلين بعث وأرسل في هاتين الآيتين، لعاد عما قال به من أن : (( الفرق بين البعث والإرسال أنه يجوز أن يَبْعَثَ الرجل إلى الآخر لحاجة تخصه دونك ودون المبعوث إليه، كالصبي تبعثه إلى المكتب، فتقول : بعثته، ولا تقول : أرسلته؛ لأن الإرسال لا يكون إلا برسالة أو ما يجري مجراها( ))). ومن شواهد الترادف في القرآن الكريم أيضاً مرادفة الفعل "جاء" في قوله تعالى: ﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت ﴾ (المؤمنون 99) للفعل حضر في قوله تعالى : ﴿ حتى إذا حضر أحدهم الموت ﴾ (النساء 18)؛ ومرادفة فعل الأمر اُسْلُك في قوله تعالى: ﴿ اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء﴾ (القصص 32) للفعل أَدْخِل في قوله تعالى : ﴿وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء﴾ (النمل 12)، ومرادفة الفعل رجع في قوله تعالى : ﴿فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن﴾ (طه 40) للفعل ردّ في قوله تعالى : ﴿ فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن﴾ (القصص 13). وأما ورود الترادف في الحديث النبوي، فإن الروايات المختلفة لحديث واحد، أو الأحاديث التي تدور حول موضوع واحد، تشتمل على الترادف بين بعض ألفاظها، فمثلاً الحديث الشريف : ((لا يعمد أحدكم يجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه( )))، ورد في موضع ثان هكذا : ((لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم( )))، وورد في موضع ثالث : (( بم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل ثم لعله يعانقها( )))، ولا يمكن لأحدٍ أن ينكر ترادف الأفعال الثلاثة يضاجعها في الرواية الأولى، ويجامعها في الرواية الثانية، ويعانقها في الرواية الثالثة، فكلها تدل على العلاقة الخاصة بين الرجل وامرأته أو زوجته. وأما ورود الترادف في الشعر العربي، فإن الفعل سلا – مثلاً- في قول جميل بثينة : سَلا كُلُّ ذِي وُدٍّ عَلِمْتُ مَكَانَهُ وأَنْتَ بِهَا حَتَّى المَمَاتِ مُوَكَّلُ( ). يعد مرادفاً للفعل صحا في قول قيس لبني : صَحَا كُلُّ ذِي وُدٍّ عَلِمْتُ مَكَانَهُ سواي فإني ذاهب العقل مغرم( ) فالبيتان معناهما واحد، والشطر الأول من بيت جميل هو نفسه الشطر الأول من بيت قيس لفظاً ومعنى. والفعل أقام في قول مجنون ليلى : أَقَامَتْ بِأَعْلَى شُعْبَةٍ مِنْ فُؤَادِهِ فَلا القَلْبُ يَنْسَاهَا ولا العَيْنُ مَلَّتِ( ) يعد مرادفاً للفعل حَلّ في قول كثير عزّة : وحَلَّتْ بِأَعْلَى شَاهِقٍ مِنْ فُؤَادِهِ فَلا القَلْبُ يَسْلاها ولا النَّفْسُ مَلَّتِ( ) فالبيتان أيضاً معناهما واحد، ودلالة الفعل أقام في بيت مجنون ليلى هي نفسها دلالة الفعل حلّ في بيت كثير عزة. وأما ورود الترادف في المعاجم العربية ، فإن المعاجم نشأت - أول ما نشأت – تفسيراً للغريب من ألفاظ اللغة، وبخاصة غريب القرآن الكريم، ولذلك ذهب بعض اللغويين إلى أن ((التآليف الأولى في المعاجم كانت تحمل اسم غريب القرآن( )))، ولاشك أن الكلمة المفسِّرة تكون مرادفة للكلمة المفسَّرة (الغريبة)، فتفسير الأبّ في قوله تعالى : ﴿وفاكهة وأباً﴾ بأنه الكلأ أو المرعى( )، يعني أن الكلمات الثلاث : الأبّ والكلأ والمرعى مترادفة، فالكلمات المفسِّرة في المعاجم تعد مرادفة للكلمات المفسَّرة – وكل كلمة مفسِّرة لكلمة أخرى تعد مرادفة لها، ورد عن أبي زيد الأنصاري مثلاً أنه قال : (( قلت لأعرابي : ما المُحْبَنْطِئ؟ قال : المُتَكَأْكِئ، قلت : ما المُتَكَأْكِئ؟ قال : المُتَآزِف، قلت : ما المُتَآزِف؟ قال : أنت أحمق( )))، فالكلمات الثلاث: المُحْبَنْطِئ و المُتَكَأْكِئ و المُتَآزِف تعد مترادفة.

Google ScholarAcdemia.eduResearch GateLinkedinFacebookTwitterGoogle PlusYoutubeWordpressInstagramMendeleyZoteroEvernoteORCIDScopus