مقدمة ومشكلة البحث:
ظلت الرياضة لفترة طويلة خارج اهتمامات الإقتصاد لكن الشواهد الحديثة أثبتت أنه إلى جانب الترفيه فإتصالها وثيق بالقيم الإستهلاكية كالصحة والانتاج خاصة بعد أن شهدت صناعة الرياضة تطوراً مذهلاً في نظم الادارة والتمويل فأصبحت تعتمد على فلسفة النظام الرأسمالي الذى يعمد إلى توفير فرص المنافسة على العرض والطلب ،وعلى هذه المبادئ دخلت النظريات الاقتصادية الحديثة إلى مجال الرياضة بتقليص سيطرة الحكومة ونظرتها إلى كون الرياضه للجميع وعلى الحكومة أن توفر كل الاعتمادات المالية وتسيطر على مدخلات الرياضه ومخرجاتها. ( 11 : 65 )
فنظام الرياضة حالياً يقوم على دعائم اقتصادية في جوهرها مثل ميزانية الأنشطة والبرامج والادوات والاجهزه والمدربين والاداريين و مكافات وحوافز الرياضيين ومن ثم فإن الفرض الأول في العلاقة بين الرياضة والاقتصاد اتصل باعتماد الرياضة على الاقتصاد لتمويل مختلف أوجه الأنشطة بها ( 4 : 132 )
وفي وقتنا الحاضر نلاحظ الارتباط الوثيق بين الرياضة والمصالح التجارية و بدأت معها ظواهر تجارية عرفت برعاية المشروعات المدره للمال كأندية خاصة تهدف إلى الربح الصريح أو كمظهر من مظاهر الرعاية والإعلان عن نشاط اقتصادي معين أو الأكاديميات التي تنتج الأبطال المميزين فجعل ذلك أن تكون الرياضة مصدر للربح ووسيلة دعاية ناجحة خصوصاً وأن العصر الحديث يشهد ارتباطاً كبيراً بين الرياضة والمصالح التجاريه وأصبح الهدف الرئيسي من وراء إقامة الأنشطة الرياضية هو المنافسة والربح المادي وتغطية النفقات وإقامه الأنشطة الرياضية التي تتصف بالجودة لما في ذلك من منافع متبادلة. ( 10 : 76 )
فتحتاج المؤسسات لتنفيذ نشاطاتها إلى تنظيم جيد للموارد المادية والبشرية بشكل يضمن لها الوصول إلى تحقيق أهدافها فهي منظمة وفق هيكل تنظيمي يتبين من خلاله الوظائف المراد القيام بها من قبل أشخاص وجهات وتقنيات تتولى التنفيذ وتسيير كل وظيفة ، ومن بين هذه الوظائف وظيفة التسويق الذي يعد نشاطا يهتم بدراسة رغبات واحتياجات ومطالب العملاء والمستهلكين وتحويلها إلى سلع وخدمات تلبي رغباتهم فهو يساهم في نجاح المؤسسة وتوسعها وكذا تحقيق الأرباح لها خلال فترة معينة.
فالكثير من المؤسسات كانت تعتمد على طرق تقليدية لتسويق خدمتها في السوق من خلال الإعتماد في استراتيجياتها على عنصر الترويج كونه يمثل في كثير من الحالات القوة الدافعة للنشاط التسويقي فمهمته تكمن في تعريف المستهلك بالمنتج وخصائصهم وظائفه ومزاياه وأماكن وجوده بالسوق وأسعاره بالإضافة إلى محاولة التأثير على المستهلك وإقناعه بشراء المنتج ، فقد ركزت معظم المؤسسات جهودها التسويقية حيث تستطيع ايجاد قاعدة للتعريف بالسلعه أو الخدمه المعلن عنها وبناء الصورة الذهنية المناسبة لها لدى الجمهور. ( 18 : 9 )
وتعتبر الاكاديميات من المؤسسات الخاصه في انشطه الرياضه بصفه عامه ونشاط السباحه بصفه خاصه التي تعتمد في نشاطها الكبير الي التسويق لعرض خدماتها علي اكبر عدد من الجمهور وذلك بغرض تنميه موارد الاكاديميه ، الامر الذي يختلف في طريقه ادارتها بعض الشيء عن مدارس السباحه الخاصه بالانديه الاهليه وهذا الفرق يكمن من وجهه نظر الباحثان في ان التسويق يختلف باختلاف المجتمع ودرجه اهميته حيث يتم التسويق علي اعضاء النادي الاهلي فقط.
وقد شهد العالم في ظل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تطوراً هائلاً في مجال التسويق بعد ما كانت عمليه البيع والشراء التي تتم بطريقة تقليدية بشكل مباشر ، فنجد أن الإعلان عبر الانترنت يوسع الرقعة الجغرافية أمام المنشآت للاعلان عن أنشطتهم الصناعيه أو الخدمية أو التجارية أو الرياضية وذلك لأن الإعلان عبر الانترنت أكثر فاعلية وأصبح يوازي الاعلان عبر الأجهزه المرئية من عدد زوار الموقع والاستفسارات التى ممكن أن تتلقاها المنشآت من عملائها المرتقبين كما يمكن توجيهه إلى نوعية معينة من المستهدفين.
وبدأت فكرة استخدام شبكة الانترنت كوسيلة إعلانية وتسويقية في عام 1994م حيث لاحظ المعنيين في هذا المجال ازدياد عدد مستخدمي الانترنت مما يجعل الانترنت وسيلة اعلانية وتسويقية ناجحة وفعالة. ( 6 : 295 )
والتسويق عبر الإنترنت تتوفر به مميزات كثيرة يتمحور أهمها في انخفاض التكلفة حيث كانت عملية التسويق للمنتج مكلفة جدا في السابق ،وكان الإعلان عن المنتج يتم بواسطة الوسائل التقليدية ،والآن فيمكن تسويقه عبر شبكة الإنترنت وبتكلفة ضئيلة جداً ويتميز التسويق الإلكتروني انه لا يعرف الحدود الجغرافية أيضا ، وأستطلاع رأي الجمهور على المنتجات بأقل التكاليف وبأي وقت. ( 25 : 11 )
فقد تحولت الوظائف التسويقية الى مفهوم جديد وباتت تاخذ شكلا أكثر فعالية مع التكنولوجيا الرقمية إلا انها لم تستبعد أو تنكر نظريات التسويق التقليدية وإنما استطاعت الاستفادة منها في تطوير وايجاد حلول لمشاكلها وأخرجت ظاهرة جديده تسمى التسويق الالكتروني. ( 6 : 248 )
فعلى الرغم من أن مجال التسويق الإلكتروني هو مجال حديث نسبياً، إلا أنه شهد نمو وتطور كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وعلاوة على ذلك فهو مجال يتطور باستمرار ، ويأتي بجديد دائماً ، فالتسويق الإلكتروني ليس مجرد فرع من فروع التسويق بشكل عام، ولكنه يمثل طبيعة عصر تكنولوجي نعيش فيه الآن، لذلك ليس هناك عجب، أن تجد أن التسويق الإلكتروني ساهم بشكل كبير في تطوير وتشكيل مفهوم التسويق بشكل عام.
فنحن نعيش الآن في عصر التسويق الإلكتروني، بحيث لم يعد هناك مجال لتجاهل هذه القوى التسويقية الهائلة، والتي يمكن من خلالها تحقيق نتائج ربحية هائلة ،ولكي تفهم قوة وفاعلية وأهمية التسويق الإلكتروني فانظر إلى حياتك الشخصية، وإسأل نفسك إلى أي حد أصبح الإنترنت جزء من حياتيك؟ ،فالإنترنت أصبح عنصر أساسي في حياتنا جميعاً، ومعظم البشر حول العالم يستخدمونه بنهم شديد.
وبتطبيق القاعدة التسويقية الأساسية التي تقول: “قم بالتسويق في المكان الذي يتواجد به عملاءك المحتملين”، فليس هناك مكان أنسب أو أفضل أو أكثر فاعلية من الإنترنت لتوجيه الجهود التسويقية. ( 26 )
فالتسويق الإلكتروني يعني استخدام كل ما هو إلكتروني وتحديداً شبكة الإنترنت في العملية التسويقية لتحقيق النتائج المطلوبة، والنتائج المطلوبة ومنها " زيادة المبيعات ،تحقيق أرباح مباشرة ،تنمية موارد المؤسسة ،الترويج لمنتج أو خدمة " ،فالتسويق الإلكتروني يعني أيضاً استخدام شبكة الإنترنت من أجل الوصول للعميل المحتمل أو المستهدف، وذلك لتحقيق أعلى مستوى من المبيعات، ومن ثم تحقيق أعلى مستوى من الأرباح. ( 14 : 81 )
فتقنيات التسويق الإلكتروني تسمح بتطوير العلاقة مع الزبائن إلى مستوى لم يبلغ من قبل فالتفاعل المتواصل متاح الآن ،ويستخدم التسويق الإلكتروني للحصول على عملاء لتحقيق الفائدة القصوى للبيع على موقع ما وربح ولاء العملاء ،وكذلك نظراً للتطور التقني وزيادة سرعة التصفح أصبح من السهل الحصول على أي معلومة تخص منتج أو خدمةٍ ما على هذه الشبكة ،وباختصار فقد جعل التسويق الإلكتروني الحصول على السلعة أو الخدمة ممكناً دون التقيد بالزمان أو المكان.
ويساهم التسويق الإلكتروني في فتح المجال أمام الجميع للتسويق لسلعهم أو خبراتهم دون التمييز بين الشركة العملاقة ذات رأس المال الضخم وبين الفرد العادي أو الشركة الصغيرة محدودة الموارد ،فتمتاز آليات وطرق التسويق الإلكتروني بالتكلفة المنخفضة والسهولة في التنفيذ، مقارنةً بآليات التسويق التقليدي. ( 17 : 198 )
ومن خلال استخدام التقنيات البرمجية المصاحبة لبيئة التسويق الإلكتروني ولعمليات الدعاية في هذه البيئة الرقمية يمكن ببساطة تقييم وقياس مدى النجاح في أي حملة إعلانية وتحديد نقاط الضعف والقوة فيها كما يمكن توجيها لتحديد التوزيع الجغرافي للشرائح المقصودة بهذه الحملات وغير ذلك من الأهداف والتي تبدو صعبة التحقيق عند استخدام الوسائل التقليدية. ( 27 )
فالتسويق الإلكتروني يتيح لك مشاهدة العدد الدقيق للأشخاص الذين قاموا بمشاهدة الصفحة الرئيسية لموقعك في الوقت الفوري وذلك باستخدام برمجيات التحليل الرقمي المتاحة على منصات التسويق.
وكذلك تستطيع معرفة عدد الصفحات التي قاموا بزيارتها، ونوعية الأجهزة التي يستخدمونها، ومن أين جاؤوا إلى الموقع، والعديد من البيانات التحليلية الأخرى فهذه المعلومات تساعدك على إعطاء الأولوية لقنوات تسويق معينة، استناداً إلى عدد الأشخاص الذين يأتون منها لزيارة موقعك.
فعلى سبيل المثال، إذا كانت 10% من الزيارات تأتي من البحث المجاني، فإنه يجب عليك أن تهتم بتحسين نتائج محركات البحث (SEO) لزيادة تلك النسبة. أما في حالة التسويق التقليدي، فإن معرفة عدد الأشخاص الذين يتفاعلون مع علامتك التجارية يكون صعباً للغاية قبل أن يتواصلوا مع مندوب المبيعات أو يقوموا بعملية الشراء.
ولكن مع التسويق الإلكتروني، فإنك تستطيع معرفة توجهات الزبائن وأنماط سلوكهم قبل أن يصلوا إلى المرحلة النهائية في رحلة الشراء. بمعنىً آخر، التسويق الإلكتروني يسمح لك باتخاذ القرارات بناءً على معطيات ومعلومات حول كيفية اجتذاب الزبائن إلى موقعك الإلكتروني. ( 7 : 65 )
ومن خلال العرض السابق عن أهمية التسويق الإلكتروني فيجب بالضرورة مواكبة المؤسسات الرياضية لتلك التطورات والالتحاق بها وتغيير الطرق والمفاهيم الاتصالية بينهما وبين جماهيرها، حتي تتمكن من التواصل مع الجماهير بما يتناسب مع قدراتهم من حيث استخدام شبكة المعلومات الدولية وذلك لتنمية مواردها ،وبالطبع الكثير والكثير من المشروعات على أرض الواقع أيضاً، تعتمد بشكل كبير وأساسي على التسويق الإلكتروني في تسويق ما لديها من منتجات أو خدمات. ومنها مجتمع هذا البحث وهي أكاديميات السباحة بجمهورية مصر العربية.
ويري الباحثان ان أكاديميات السباحة هي احد الهيئات التي يتم تاسيسها من احد المتخصصين في مجال رياضه السباحه ومنها من يحصل علي التراخيص اللازمه , و لا يحصل بغرض تقديم خدمات افضل في مجال تعليم وتدريب رياضه السباحه
كما يؤكدان علي ان مدارس السباحه في الانديه الاهليه هي أحد الانشطه التعليميه المقدمه للاعضاء النادي وفي بعض الاحيان تكون للعامه والاعضاء مع اختلافات في رسوم الاشتراك وتقدم نفس الخدمات التي تقدمها اكاديميات السباحه .
لذا قام الباحثان بإجراء بحث بعنوان " دور التسويق الإلكتروني في تنمية موارد أكاديميات السباحة الخاصة / مدارس السباحة بالأندية الأهلية بجمهورية مصر العربية - "دراسة مقارنة"
هدف البحث :
يهدف هذا البحث إلي التعرف علي دور التسويق الإلكتروني في تنمية الموارد لأكاديميات السباحة الخاصة ومدارس السباحة بالأندية الأهلية بجمهورية مصر العربية من خلال الأتى :
1. توجد فروق دالة إحصائياً في وضع التسويق الإلكتروني بـ (أكاديمية السباحة / مدرسة السباحة).
2. توجد فروق دالة إحصائياً في أدوات التسويق الإلكتروني (أكاديمية السباحة / مدرسة السباحة).
3. توجد فروق دالة إحصائياً في مجالات التسويق الإلكتروني (أكاديمية السباحة / مدرسة السباحة).
|
