مقدمة ومشكلة البحث:
تعتبر السباحة من أهم الرياضات لتميزها عن سائر أنواع الرياضات الأخرى, حيث تساهم في إكساب الفرد المتعة النفسية والراحة والاسترخاء النفسي فقد بدأ الإنسان التعرف علي السباحة بطرق مختلفة عبر الزمان،إلي أن جاء الإسلام موصيا بتعليم السباحة للأطفال بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل " وذلك لما لها من فوائد صحية وبدنية وعقلية ونفسية واجتماعية تعود علي ممارسها سواء للتدريب أو للترفيه حيث تعمل علي إكساب الفرد الممارس لها جميع الصفات البدنية المختلفة في شكل متكامل مع بعضها البعض.
( 1 : 35 )
فالسباحة إحدى أنواع الرياضات المائية التي تستخدم الوسط المائي كوسيلة للتحرك خلاله فهي كأي مهارة طبيعية يقوم بها الإنسان تعتمدعلي بعض المهارات الأساسية، والتي تشكل الحركات الأساسية لحركة الإنسان داخل الماء.(17: 9)
فهي رياضة ذات طابع مميز في أدائها المهاري ، حيث أنها تتكون من مجموعة مهارات مركبة يؤديها السباح داخل الماء ، والطفل يكون قادر علي التعلم والعمل خلال مجموعة متجانسة ويحتاج إلي الإحساس بالأمان والثقة ( 21 : 13 ) ( 3 : 7 )
وذلك من خلال تعلم المهارات الأساسية للسباحات الأربعة دون محاولة التخصص في سباحة معينة ،وتستمر هذه المرحلة حتى سن الثانية عشر ، مع ضرورة استخدام الأدوات المساعدة ولا يمكن الحكم علي السباح بمجرد المشاهدة وإنما يجب مراعاة عدة عوامل للوقوف علي المستوى المهارى والفني للسباح حيث أهمها وضع الجسم الذي يجب أن يتخذ شكلا انسيابيا أو مغزلياً في الوضع الأفقي بقدر المستطاع ليحصل السباح على سهولة في الحركة. البحث ( 7 : 65 )
وتتطلب عملية التعلم في السباحة إلى معرفة تتابع الحركات المطلوب أدائها ،وكيفية توجيهها مع الاستعانة بالأدوات المساعدة بناء علي التحليل الفني للأداء ،والذي يقصد به تفسير واضح لشكل واتجاه الحركة التي يؤديها السباح ،والتي تهدف إلي إخراج الصورة النهائية للأداء علي أكمل وجه من حيث اقتصادية الحركات للتغلب علي عامل الزمن. (24: 25)
فالسباحة التعليمية تساعد الفرد على اكتساب مهارات وطرق السباحة المختلفة في ضوء مبدأ الترويح والأمن والسلامة ، كما أنها المرحلة الأولى للانتقال للتدريب للوصول إلى المستويات المتقدمة .
وقد تضاعف الاهتمام بالسباحة في العصر الحديث حيث احتلت السباحة مكانا مرموقا بين الرياضات الاولمبية مما أدى إلى انتشارها في كثير من الدول المتقدمة .
(2 : 17 – 21 )
وفي إطار التطور الدائم لرياضة السباحة بصفة خاصة ومحاولة مواكبة متطلبات العصر الحالي فكان لزاماً تطوير طرق تعليم وتدريب السباحة فأصبحت تخضع لبرامج تعليمية وتدريبية منظمة ومقننة ذات أهداف محددة تعمل علي تطوير المستوى المهارى ومن ثم يتحسن المستوى الرقمي.( 9 : 46 )
فمصطلح التعلم يستخدم في عبارات الحياة اليومية ويتصور الكثيرون أن لديهم فهما واضحا لمفهومه ومعناه ، ولكنة ليس من السهل تعريف التعلم تعريفا واضحا محددا يتفق عليه جميع العلماء وقد ساهم في خلق هذه الصعوبة عدة عوامل منها تنوع المواقف التعليمية وتنوع نتائج التعلم وتعددها ( 64 : 333 )
فيوضح محمد القط(2005) أن السباحة تعتبر في مقدمة المهارات الحركية عامة والرياضة خاصة في المجال التعليمي التي يفضل التعلم فيها خلال مرحلة سنية معينة حيث القدرة على السرعة واكتساب وتعلم الكثير من المهارات الحركية في وقت قصير بالمقارنة بمراحل النمو الأخرى وعلى ذلك فلابد أن يكون لدى المتعلم درجة الإقبال والحماس والمثابرة على التعلم والتدريب وبذل الجهد والتغلب على العقبات وسرعة التقدم ، ومن ثم دور المعلم الناجح في الدافعية لدى المتعلمين .( 6 : 13 )
كما أن تحقيق التفوق في المراحل المبكرة لتدريب السباحة لا يعني بالضرورة تحقيقه في المراحل الأكبر ، وعلي أن يكون التدريب علي المسافات الطويلة وليست السرعة بهدف تأكيد وتثبيت الأداء السليم ، وأن أفضل سن تكتمل فيه القدرة البدنية التي تساعد السباح علي تحقيق أفضل المستويات هو 18 سنه ، ولذا فان تقيم الأداءالمهارى يجب أن يكون بهدف تجنب الأخطاء الشائعة في السباحة ، وليست بهدف تحقيق مستوى محدد . ( 11 : 14 ) ( 15 : 27 ) ( 19 : 12 )
ويشير محمد علاوى،وآخرون " نقلا عن مدحت صبري غنيم ( 2009م) أن القياس في السباحة يجب أن يتناول رصد مظاهر الأداء التي تدل علي التحصيل أو القدرة في السباحة فعلي الأقل يجب استخدام محكمين أساسين لتقويم الأداء في هذا الخصوص ، وهما الوقت الذي يستغرقه السباح في قطع مسافة الاختبار وعدد الضربات التي يستغرقها السباح في قطع مسافة محددة ، وان الاختبارات المهارية تخضع للكثير من البحوث بهدف الوصول للاختبار الأصدق والأكثر( 7 : 19 )
يذكر محمد علي القط نقلا عن بورز وهولي " holey &powers" أن هناك عوامل أساسية يجب أن تراعي عند إجراء اختبارات مهارية في السباحة أولها مراعاة خصوصية الاختبار لنشاط السباحة ، وان يتم الاختبار على فترات منتظمة للوقوف على مدى تأثير التدريب ومدي التقدم الذي يتحقق، وان تكون هذه الاختبارات متماثلة في أدائها مع الأداء الميكانيكي لنوع السباحة التي يرغب في اختبارها ، كذلك يجب أن تتميز الاختبارات بالصدق وان تكون موثوقة المصدر علي أن تراعي معايرة الأدوات المستخدمة وتوقيت الاختبار وتدريبات الإحماء ومراعاة عوامل التغذية والنوم والحالة النفسية للسباح ،ذلك مع التأكيد على ضرورة أن تكون طريقة تفسير النتائج بسيطة بحيث يفهمها السباح البرعم والمدرب (6 : 222)
ويرى الباحث من خلال عمله في مجال رياضه السباحه وجد اختلاف كبير مابين المناطق في مصر بل فيما بين الاندية في البرامج التعليمية،وكذلك في المهارات التعلمية التمهيدية للمهارة الاساسية واختلاف المستويات التعليمية.
فاختلاف الاراء حول نقطه هامة واساسية في برامج التعليم في مصر وهي انه يري البعض بضروره فصل البرامج التعليميه عن اختبارات النجوم ولا يتم الاشتراك في اختبارات النجوم الا بعد الانتهاء من اكتساب طرق السباحه الاربعه اي بعد الانتهاء من البرنامج التعليمي بالاضافه الي الاختلاف حول عدد مستويات البرنامج التعليمي وذلك غير مقبول في وجود اتحاد للسباحة من أهم واجباته هو تنظيم مستويات التعليم من وجهه نظر شخصيه
ويشير البعض أنه أمر محتم بضرورة إدراج ومشاركة السباحين في اختبارات النجوم خلال البرامج التعليميه وذلك للاسباب التالية ومنها ( خلق ووضع أهداف مرحلية للسباحين واولياء الامور وشعورهم بالتقدم في رياضه السباحه وذلك سيجعلهم يستمرون في رياضه السباحة- تقليل العزوف عن الممارسة نظراً لطبيعة رياضة السباحة )
ويري الباحث من خلال خبراته وجود عدم تناسق في مستوي الصعوبة للاختبارات النجوم الحاليه مما ترتب عليه ( التدريب علي النجمة الثانية مباشرةً نظراً للاختلاف الطفيف مابين النجمه الاولى والثانية- التدريب علي النجمة الرابعة وعدم اختبار النجمة الثالثه نظرا لصعوبه 50 م فراشه للبراعم فاهمالها ويري الباحث ان ذلك سيؤثر علي تواجد السباحين في سباقات 50 متر فراشه و الـ 100 متر فراشه و الــ 200 متر فراشه للبراعم - وجود حركات الجذع الدولفينية في تقييم النجمة الاولي أدي الي تعجيل تعلم حركات الجذع الدولفينية وهذا غير متناسق مع البرامج التعليمية لأن وجودها في البرامج التعليميه في مستويات تعليم سباحه الفراشه وترتب علي ذلك التعجل بتعليم سباحه الفراشه قبل سباحه الصدر في بعض المناطق في مصر .
وجود صراع مابين الارباح المحققة للهيئات الرياضية ومابين المستوي الفني للسباحين فيغلب علينا ضرورة ارضاء اولياء الامور علي حساب المستوي المهاري خلال مستويات التعليم - عدم وجود شروط محددة للاشتراك في فرق التجهيزي بل اختلفت الشروط حسب الوجهات الفنية المختلفة).
وجعل هذا الأمر الى ضرورة وضع نظام عام للمستويات التعليمية بجمهورية مصر العربيه مبنياً علي أسس علمية تفي منه بتحقيق جميع الأغراض الخاصة مابين تحقيق الارباح المادية من خلال تحقيق رغبات أولياء الامور أو من خلال وضع أهداف مرحلية واضحة لأولياء الامور ومابين تطوير المستوي الفني للسباحين بجمهورية مصر العربية فهناك فجوة ملحوظة بين المستويات التعليمية الموضوعة من قبل خبراء السباحة و مابين اختبارات النجوم الموضوعة من قبل الاتحاد المصري للسباحة بجمهورية مصر العربية.
ومن خلال العرض السابق دعي الباحث الي ضروره وضع مقترح لتطوير مستويات تعليم السباحه مقترنا باختبارات النجوم بجمهوريه مصر العربيه .
هدف البحث :
يهدف هذا البحث إلي وضع تصور مقترح لتطوير مستويات تعليم السباحة مقترناً باختبارات النجوم بجمهورية مصر العربية من خلال الأتى :
1. التعرف على هدف التصور المقترح.
2. التعرف على نقاط الاختلاف في مستويات التعليم والمهاراه بكل مستوي تعليمي.
3. التعرف على نقاط تعارض اختبارات النجوم مع المستويات التعليمية.
|