يعتبر التجريب في فن الخزف المعاصر ليس جديدآ على الفنان في مشواره الطويل كذلك تقنية إضافة خامات تتحمل الحريق فإنها ترجع إلى اكتشاف المصريين للطلاءات الزجاجية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. ( ) " ونتيجة للتطورات الفكرية والفلسفية، كان على الخزاف أن يكون على دراية وعلى مقدرة فنية وعلمية بتلك الاتجاهات لإدراك المعاني الجمالية والفلسفية والتعبيرية الكامنة وراء هذا الإنتاج". ( )ومن ثم فقد ارتبط التطور الإبداعي لفن الخزف في العصر الحديث بالطاقة الإبداعية للفنان ومدى ثقافته وخبراته، ومنهجه في التناول وقدرته على التجريب بحثاً عن آفاق جديدة، فظهرت معالجات شديدة التنوع والتميز اتسمت بالجرأة وعمق الرؤية، ومواكبة التطورات . وتتكون العملية الإبداعية من توفر المناخ المناسب لها وقد تختلف وتتشابه بين الاشخاص كل حسب ثقافته وبيئته وقد لاحظت هذا فى تجربة حية تجسد فيها الإبداع أمام عينى ليس فقط على مستوى المكان ولكن التجربة العملية وتواجدى وسط كوكبة من كبار الخزافين على مستوى مصر والعالم وكذلك مجموعة متميزة من شباب الخزافين وقد لاحظت أثناء تواجدنا فى مصنع الخزف والصينى شيينى هذا المكان والصرح العظيم أن الغرض من إقامة السمبوزيوم ذالك المحفل العلمى الهام فى ذالك المكان يحمل الكثير والكثير من المعانى التى جالت بخاطرى وهى أن المكان ليس فقط لانه يحوى الكثير من الاّلات والمعدات التى تسهل عمل الفنان الخزاف والتى يصعب أن تكون متوفرة لجميع الفنانين بصفة شخصية ولكن الهدف الحقيقى من العمل داخل المصنع مشاهدة ذلك العمل الشاق والممتع فى نفس الوقت ومع وجود الألية الرتيبة فى الصناعة والتى تفقد الفنان القدرة على الإبداع فقد أثارة تلك النقطة الهامة مشاعر الفنان وكل من شارك فى ذلك الحدث الفنى الهام من صناعة الفن وتحويل الأشكال الجامدة ومنتجات الخزف الصحي ومحاولة إخراجها من حالة السكون التام ومن معترك الوظيفة الى معترك الجمال المطلق للأشكال فقد أستطاع جميع الفنانين التغلب على حالة السكون والصمت والجمود المنبعث من تلك الأشكال المصنعة كالأحواض وقواعد الصحي والصبانات وصناديق الطرد وغيرها من منتجات الخزف وهى من أصعب المنتجات التى يمكن للفنان التعامل معها فى إعادة صياغتها مرة أخرى برؤية إبداعية جديدة وذلك لأنها مصممة ومنفذة بألية وخامات خاصة وتحت مواصفات قياسية لتتحمل الاستهلاك الشخصى للأفراد ورغم صلابة المنتج وقوته استطاع فريق العمل وبروح من الحب المتبادل التغلب على جميع العوامل والظروف التى واجهتهم وأصبحت الأعمال تتحدث لغات عديدة استطاع كل فنان توصيل رؤيته الخاصة وهذا البحث توثيق لنجاح التجربة يعرض بصورة أدق لتفاصيل التجربة والمشكلات والحلول الإيجابية التى واجهت مجموعة العمل . |