ھدفت الدارسة إلى رصد وقیاس وتحلیل الخطاب الإعلامي الوارد في كل من
الإعلام التقلیدي (برامج الرأي المعروضة بالقنوات الفضائیة المصریة الحكومیة والخاصة)، والإعلام
الجدید(عینة من الصحف الإلكترونیة)؛ لمعرفة أھم الأطروحات والقوى الفاعلة فیھا، والوقوف على
الأسباب والحلول بشأن قضیة الانتخابات البرلمانیة المصریة ٢٠١٥ ، بالإضافة إلى الكشف عما إذا
كانت ھناك علاقة بین مشاھدة مضامین وسائل الإعلام بشقیھا التقلیدي والجدید وتنمیة وتشكیل
مھارات نقدیة لدى الشباب الجامعي المصري نحو قضیة الانتخابات البرلمانیة من ناحیة، وعما غذا
كانت تستطیع وسائل الإعلام بشقیھا التقلیدي والجدید من إرساء مفھوم حقیقي للدیمقراطیة بقیاس
اتجاھات الشباب الجامعي المصري نحو أبرز قضایا الدیمقراطیة المصریة، وذلك بدراسة تحلیلیة على
عینة من برامج الرأي والصحف الإلكترونیة، وقد بلغت عینة الدراسة لبرامج الرأي ١١١ حلقة
برامجیة مقسمة على النحو التالي: ٤٦ حلقة من برنامج مصر الأھم، و ٦٥ حلقة من برنامج الحیاة
الیوم، أما عینة الدراسة من الصحف الإلكترونیة فقد بلغت ١١٤ عددا مقسمة على النحو التالي: ٦٦
عددا من موقع صحیفة الأھرام، و ٦٦ عددا من صحیفة الیوم السابع الإلكترونیة، أما عینة الدراسة
المیدانیة فقد بلغت ٤٠٠ مبحوثا من الشباب الجامعي المصري بأربع جامعت حكومیة وخاصة وھي:
(جامعة القاھرة، بنھا، جامعة فاروس، أكادیمیة الشروق)، وذلك باستخدام منھج المسح بشقیھ الوصفي
والتحلیلي وتحلیل الأطر ونظریة الاعتماد على وسائل الإعلام التي تفترض أنھ كلما توافرت للنظام
الإعلامي القدرة على إشباع احتیاجات الجمھور كلما زاد اعتماد الجمھور على وسائل الإعلام. وقد
توصلت الدراسة لمجموعة نتائج عامة أھمھا:
١. أشارت نتائج الدراسة التحلیلیة إلى اعتماد الخطاب الإعلامي لبرامج الرأي والصحف الإلكترونیة
عینة الدراسة إلى عددا من الأطر التي سعى من خلالھا إلى إبراز بعض جوانب القضیة بما یتفق
وخصوصیة موقفھ منھا مرتكزا على عدد من الأطروحات، حیث اھتمت برامج الرأي والصحف
الإلكترونیة عینة الدراسة بإبراز جوانب القضیة محل التحلیل(الانتخابات البرلمانیة) وتأطیرھا من
زاویة الصراع حیث نال ھذا الإطار نسبة( ٦١٬٦ %) من إجمالي النسبة الخاصة بالأطر المنتجة
والخاصة بقضیة الانتخابات البرلمانیة.
٢. طبقا لنتائج الدراسة التحلیلیة فقد جاء الأحزاب والمرشحون سواء الفردي أو في قائمة على رأس
قائمة الأطروحات البارزة في الخطاب الإعلامي لبرامج الرأي والصحف الإلكترونیة عینة
" الدراسة، وجاءت في الأھمیة بعد الأحزاب والمرشحون أطروحة "أبرز سلبیات انتخابات ٢٠١٥
والتي تمثلت في مشھد انتخابي فوضوي كتأخر بعض القضاة عن الوصول في الموعد المحدد مما
نتج عنھ تأخر بعض اللجان في فتح بابھا في الوقت المحدد لذلك، وقیام بعض المرشحین بالبدء في
الدعایة الانتخابیة قبل الوقت القانوني لذلك، بالإضافة لكسر الصمت الانتخابي من بعض
المرشحین باستمرارھم بالدعایة في أیام الصمت، ھذا أیضا إلى جانب وجود بعض من الأفراد
خارج اللجان یقومون بتوجیھ الناخبین لاختیارھم والتصویت لمرشح معین، ووجود بعض من
المشادات بین مؤیدي بعض المرشحین.
٣. أوضحت نتائج الدراسة المیدانیة أن النسبة الأكبر من الشباب عینة الدراسة لدیھم اتجاه معتدل نحو
الدیمقراطیة وذلك بمعدل( ١٩٨ تكرارا) بنسبة( ٤٩٬٥ %)، تلا ذلك وفي المرتبة الثانیة مجئ
الاتجاه الإیجابي نحو الدیمقراطیة وذلك بمعدل( ١٧٢ تكرارا) بنسبة( ٤٣ %)، وفي المرتبة الثالثة
.(% جاء الاتجاه السلبي نحو الدیمقراطیة وذلك بمعدل( ٣٠ تكرارا) بنسبة( ٧٬٥
٤. تم التحقق من صحة الفرض الرئیس للدراسة، والذي یشیر إلى وجود علاقة ارتباطیة طردیة
ودالة إحصائیا بین كثافة التعرض لوسائل الإعلام التقلیدیة(القنوات الفضائیة + برامج الرأي)
وتشكیل مھارات نقدیة لدى الشباب المصري نحو قضایا الدیمقراطیة المصریة، حیث كانت قیمة
بیرسون( ٠٬١١٣ ) وھي دالة إحصائیا عند مستوى معنویة( ٠٬٠٥ )، من ناحیة أخرى وجدت أیضا
علاقة ارتباط طردي موجب بین كثافة التعرض لوسائل الإعلام الجدیدة(الإنترنت + الصحف
الإلكترونیة) وتشكیل مھارات نقدیة لدى الشباب المصري نحو قضایا الدیمقراطیة المصریة،
حیث كانت قیمة بیرسون( ٠٬٣٢١ ) وھي دالة إحصائیا عند مستوى معنویة( ٠٬٠١ )، وبذلك نقبل
كلیا الفرض بأنھ كلما زادت كثافة تعرض الشباب لوسائل الإعلام بشقیھا التقلیدي والجدید زاد
ذلك من تنمیة مھاراتھم النقدیة نحو قضایا الدیمقراطیة. |