تهدف الدراسة إلى معرفة سمات المضمون العنيف الذي تقدمه الأفلام العربية والأجنبية التي تعرضها قنوات الدراما الفضائية العربية والعربية التي تُقدم مضمونا أجنبيا، بالإضافة إلى الكشف عن معدل ودوافع مشاهدة الشباب المصري للأفلام ذات المضمون العنيف، وعما إذا كانت هناك علاقة ارتباط بين معدل مشاهدة تلك الأفلام وميل الشباب نحو العدوان، وذلك بدراسة تحليلية على عينة قدرها 26 فيلما عربيا وأجنبيا عرضت على قناتي روتانا سينما وMBC2، أما عينة الدراسة الميدانية فتكونت من 400 مبحوثا من الشباب المصري المقيم في محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة، في الفئة العمرية من(35:18)، وذلك باستخدام منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي، واستخدام نظرية الغرس الثقافي التي تفترض أن كثيفي التعرض للتليفزيون أكثر إدراكا للواقع الاجتماعي على أنه أكثر تشابها مع الواقع المٌقدم في التليفزيون. وقد توصلت الدراسة التحليلية لمجموعة نتائج أهمها/ تساوي نسبة مشاهد العنف تقريبا بالأفلام العربية والأجنبية عينة الدراسة والمعروضة بقنوات الدراما الفضائية العربية والعربية التي تقدم مضمونا أجنبيا- تفوق الذكور كمرتكبي للعنف على الإناث في الأفلام العربية والأجنبية عينة الدراسة بنسب(85.1%، 14.9%) على التوالي، وكان هناك اتفاق بين الأفلام العربية والأجنبية- عينة الدراسة- على مجئ الذكور في المرتبة الأولى كمرتكبي للعنف بنسب(84.9%، 85.3%) على التوالي- جاء العنف المادي في المرتبة الأولى كأكثر أنواع العنف استخداما في الأفلام العربية والأجنبية عينة الدراسة بنسبة(61.4%)، يليه في المرتبة الثانية العنف اللفظي بنسبة(25%)، وجاء الاثنان معا في المرتبة الثالثة بنسبة (13.6%).
، وبالنسبة لنتائج الدراسة الميدانية فقد توصلت إلى: تم قبول الفرض الرئيس للدراسة القائل بأن الذكور أكثر ميلا للعنف عن الإناث كما وجدت علاقة ارتباط طردية دالة إحصائيا بين حجم تعرض الشباب للأفلام ذات المضمون العنيف ومستويات ميلهم نحو العدوان، أي انه كلما زاد التعرض زاد الميل نحو العدوان- كشفت الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب عينة الدراسة يشاهدون الأفلام ذات المضمون العنيف بصفة غير منتظمة وهم من كانت إجاباتهم أحيانا بنسبة(47%)، يليهم في المرتبة الثانية من يشاهدون الأفلام ذات المضمون العنيف بصفة نادرة ونسبتهم(33.5%)، وفي المرتبة الثالثة جاء من يشاهدون الأفلام ذات المضمون العنيف بصفة منتظمة ودائمة وهم من كانت إجاباتهم دائما وبلغت نسبتهم(19.5%)- أيضا توصلت الدراسة إلى أن أكثر من نصف الشباب عينة الدراسة يرون أن مشاهد العنف يتم عرضها أكثر في الأفلام الأجنبية والتي أخذت المرتبة الأولى بنسبة(81.5%) وهي نسبة عالية تدل على خطورة تلك الأفلام وما تعرضه على الصغار والكبار وخاصة المراهقين منهم الذين لم تنمو قدراتهم بعد للتفرقة بين ما هو خيالي وما هو واقعي، كما أن أكثر من نصف الشباب عينة الدراسة لديهم مستوى منخفض من الميول العدوانية بنسبة(54.7%)، يليهم من لديهم مستوى متوسط من الميول العدوانية بنسبة تساوي(42.3%)، وفي المرتبة الثالثة جاء من لديهم مستوى مرتفع من الميول العدوانية بنسبة(3%)، وهذا يشير إلى أن الاتجاه العام يميل لرفض الميول العدوانية وعدم الموافقة عليها إطلاقا.
|
