تمثل قضية الحركة الطلابية قضية سياسية تربوية بالدرجة الأولى، أساءت فهمها كل النظم السياسية السابقة، كما أساءت النظم الجامعية التعامل معها، لذا فإن الفكر السياسى والتربوى فى مصر أصبح مطالباً –الآن- وفى ظل الظروف التى تمر بها البلاد بأن يقدم تصوراً يساعد على رسم موقع الطلاب على خريطة العمل السياسى خلال المرحلة المقبلة؛ والذى لن يتحدد إلا من خلال إرساء عملية تربوية سياسية، يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً فى تكوين الشخصية الديمقراطية الواعية، والمشاركة على أساس من الثقافة والوعى والتفكير المستقل والحر، بعيداً عن المشروع الرسمى الذى اتبعته الأنظمة السابقة فى ترويج أيديولوجيتها وبث أفكارها عمداً؛ فى اعتقاد زائف أن ذلك من سبيله أن يطيل بقاءها، مما أخل بدور المؤسسات التربوية بما فيها الجامعة، ومن ثم كان لابد من إعادة النظر فى قضية الحركة الطلابية المعاصرة التى نشطت مؤخراً بشكل غير مسبوق ينطوى على ملامح غير تقليدية فى بنيتيها الفكرية والتنظيمية. |