ملخص البحث:
مقدمة ومشكلة البحث:
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في بناء منشآت الأعمال وقدرتها على المنافسة في سوق الأعمال ن وتساعد تكنولوجيا الأعمال في اتخاذ قرارات تحسين الإنتاجية لمنظمات الأعمال، حيث تعتبر من أهم الوسائل المستخدمة في منشآت الأعمال في تقديم خدماتها.
وقد شهدت بيئة الأعمال خلال السنوات الأخيرة مجموعه من التطورات أدت الى ظهور بيئة تكنولوجيا المعلومات، ولذلك فقد حاولت منشآت الأعمال أداء أعمالها بشكل يعتمد على أدوات التكنولوجيا الحديثة على نطاق واسع استجابة لتلك التطورات، حيث أصبحت سرعة التطورات التكنولوجية أحد الأدوات الداعمة لتقدم منشآت الأعمال.
وفى الوقت الحالي في ظل الاقتصاد القائم على المعرفة فقد أصبح رأس المال الفكري عنصر مهم لبقاء واستمرار منشآت الأعمال، وغالباً ما يتم النظر إليه باعتباره المحرك الرئيس في بناء الميزة التنافسية لمنشآت الأعمال، الأمر الذي يستدعى ضرورة قيام المنشآت بالتركيز عليه والاستثمار فيه لضمان فرص البقاء وتدعيم الميزة التنافسية وتحسين مستوى الأداء.
ويعتبر رأس المال الفكري هو رأس المال الحقيقي للشركة حيث يلعب الدور الرئيسي في عملية الابتكار والتجديد ويعد هو المحرك والمؤدي إلى تحويل المعرفة إلى قيمة ملموسة يمكن استغلالها لتحقيق مزايا تنافسية للشركة. لهذا السبب تنفق الشركات أموالاً طائلة لتنمية رأس المال الفكري ويهدف تحقيق مزايا تنافسية ومواكبة التطور التكنولوجي والتقني.
وقد أكدت بعض الدراسات (Stanch Eva, 2018, & Sharma, 2019) على أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعد هامة وضرورية في كثير من المجالات، حيث تمثل ضـرورة ملحة بالنسبة إلى الوحدات الاقتصـادية لا يمكن الاستغناء عنها، في تحقيق الكثير من المزايا أهمها: تحسين عملية اتخاذ القرارات، حل كافة المشكلات الإدارية، خفض التكاليف، تحسـين الجودة، وغيرها من المزايا التي لها دور كبير ومباشر في تعزيز تنافسية المنشآت وضمان بقائها واستمراريتها.
كذلك فقد أكدت دراسة Milgrom & Tadley’s (2018) على أن الذكاء الاصطناعي ينقسم إلى أربعة أنواع رئيسية تشبه إلى حد كبير هرم ما سلو للاحتياجات الأساسية، حيث أن أبسط أنواع الذكاء الاصطناعي تستطيع القيام بالوظائف الأساسية فقط، في حين أن الأنواع الأكثر تقدماً هي بمثابة كيان واع تماما بذاته وبما يدور من حوله ويشبه إلى حد كبير الوعي البشري، هذه الأنواع الأربعة تتمثل في: الآلات التفاعلية Reactive Machines، الذاكرة المحدودة Limited Memory، نظرية العقل Theory of Mind، الوعي الذاتي Self-Aware، وقد أكدت نفس الدراسة على أنه تم اليوم تجاوز مرحلة النوع الأول، ونحن على وشك إتقان واحتراف النوع الثاني، لكن النوعين الثالث والرابع من الذكاء الاصطناعي يتواجدان كنظرية فقط، وسيمثلان على الأغلب المرحلة المقبلة من تطور الذكاء الاصطناعي.
وفى ظل اقتصاديات المعرفة فإن راس المال الفكري يعد أحد أهم أدوات انتقال المنشآت نحو التنافسية العالمية، حيث يعد رأس المال الفكري هو المورد الإستراتيجي المتنامي الذى يسمح للمنشأة بتحقيق قيمه اقتصاديه مضافه على المدى الطويل، وذلك لما يوفره من قدرات وكفاءات تعظم من استفادة منشآت الأعمال من مواردها المادية الملموسة، ولهذا فإن راس المال الفكري أحد أهم العوامل الأساسية لنجاح منشآت الأعمال على اختلاف أنواعها، كما يمثل ضماناً حقيقياً لاستمرار وبقاء المنشأة على وقدرتها على المنافسة في بيئة الأعمال.
وتنبع أهمية رأس المال الفكري من قدرته على التكييف مع التحديات التي تفرضها بيئة الأعمال المعاصرة وما يترتب عليها من تغيير في احتياجات ورغبات المستهلكين في كل من الشركات الهادفة وغير الهادفة للربح، حيث أنه يركز على الموارد الفكرية غير المالية مثل؛ المعرفة، الخبرات، والمهارات، وبالتالي فإنه "يوفر لغة مشتركة بسيطة ووسيلة سهلة يمكن من خلالها تحقيق نجاح الشركة، فضلاً عن أنه يتبنى وجهة نظر شاملة لكل الجوانب الداخلية والخارجية ذات العلاقة مع الشركة، كما يوفر فهما أفضل للبيئة الداخلية والخارجية، ويهتم بالعلاقات بين العاملين في الشركة وعلاقتهم بالشركة، ويحفز لديهم الولاء والانتماء للشركة، كما يهتم بالعلاقات العملاء وأصحاب المصلحة وتلبية توقعاتهم ورغباتهم" (Kong, 2010
وتأسيساً على ما سبق يمكن بلورة مشكلة الدراسة من خلال السؤال الرئيس التالي:
ما هو أثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة
ويتفرع من هذا السؤال الرئيس مجموعه من الأسئلة الفرعية التأليه:
- ما هي العلاقة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري؟
- ما هو أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على قيمة المنشأة؟
- ما هي العلاقة بين رأس المال الفكري وقيمة المنشأة؟
- ما هو أثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة؟
أهمية الدراسة:
تستمد الدراسة أهميتها علمياً وعملياً من خلال تناول محاور على قدر كبير من الأهمية (تقنيات الذكاء الاصطناعي، رأس المال الفكري وقيمة المنشأة) وذلك على النحو التالي:
الأهمية العلمية:
تتضح أهمية الدراسة علمياً من خلال ما يلي:-
- المساهمة في تعزيز المساحة المعرفية عن تقنيات الذكاء الاصطناعي على الرغم من تزايد الاهتمام به في الدراسات الأجنبية والعربية، إلا أنه -في حدود علم الباحثان- توجد فجوة بحثية في الأدبيات المحاسبية تتمثل في عدم وجود دراسات تناولت أثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة.
- قلة عدد البحوث والدراسات المتخصصة أو ندرتها -في حدود علم الباحثان- التي تناولت موضوع الدراسة، حيث لم تلق اهتماما ً كافيا ً في الكتابات المحاسبية خاصة في البيئة المصرية التي تناولت أثرا لعلاقه التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة.
- يعد البحث امتداداً لأدبيات الفكر المحاسبي التي اهتمت بدراسة تقنيات الذكاء الاصطناعي – رأس المال الفكري، وأوصت بإجراء المزيد من الدراسات حول تقنيات الذكاء الاصطناعي – رأس المال الفكري وكيفية تطبيقها في البيئة المصرية والأجنبية ومدى قدرتهما في تدعيم قيمة المنشأة.
- يعتبر البحث تشخيصاً علمياً لقياس قيمة المنشأة في ضوء العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري من خلال الوقوف على محددات قيمة المنشأة وآليات تحسينها بما يعمل على الاستغلال الأمثل لتلك المحددات في ضوء الاستفادة من التطورات الحديثة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبالتالي فإن هذا البحث يعد بمثابة آليه إستراتيجيه لتدعيم قيمة المنشأة في ضوء العلاقة التفاعلية بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري.
الأهمية العملية:
تتضح أهمية الدراسة عملياً من خلال ما يلي:
- أن تحديد أثر العلاقة التفاعلية بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة إنما يسهم بدوره في تطوير محددات قيمة المنشأة ومدى مساهمتها في عملية النمو الاقتصادي حيث تعتبر محددات قيمة المنشأة من أهم المحددات لنجاح أو فشل المنشأة وتزايد اهتمام الدولة بعملية التحول الرقمي من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وارتباطها برأس المال الفكري وانعكاس ذلك على قيمة المنشأة.
- أهمية إجراء هذه الدراسة في المجتمع محل الدراسة لما لها من دور حيوي ومؤثر في تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي و علاقتها التفاعلية برأس المال الفكري، وأثر ذلك على قيمة المنشأة مما يؤثر على الجانب الاجتماعي للمنشآت من حيث الاهتمام الأكبر بالفئات محدودي الدخل، والوصول إلى الأفراد والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، هذا بالإضافة إلى تحقيق المصلحة العامة التي تتعلق بخلق فرص عمل، مما يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي، وبالتالي خفض معدلات الفقر، وتحسين توزيع الدخل، ورفع مستوى المعيشة لكافة فئات المجتمع.
- أن التحول لتقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال التكنولوجيا المالية الرقمية إنما يضع ضغوط على كافة فئات المجتمع لتقديم خدمات أكثر كفاءة من حيث التكلفة مع جودة أفضل لتلبية متطلبات العملاء، الأمر الذي يستدعى التحسين من قيمة المنشأة، كذلك فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي إنما توفر آليات تعيد هيكلة وتشكيل وتوجيه تدفقات المعلومات المالية، بالإضافة لأهميتها في تدعيم متطلبات رأس المال الفكري في إطار توجهات السياسة العامة للدولة.
- يمكن لهذه الدراسة أن تساهم في تقييم أثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المالي الفكري على قيمة المنشأة، وذلك لأن هناك ندرة في الدراسات العربية التي تناولت هذه العلاقة (على حد علم الباحثان)، وفي حالة تحقق ذلك فإن الباحثان يتوقعان أن تسهم هذه الدراسة في تحسين إدراك كافة فئات المجتمع لأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري، ودورهما في تدعيم قيمة المنشأة.
لذلك تسعى الدراسة الى محاولة تدعيم قيمة المنشأة، والوقوف على أثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المالي الفكري على قيمة المنشأة.
اهداف الدراسة:
يتمثل الهدف الرئيس للدراسة في دراسة إثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة وذلك بهدف تحقيق مجموعه من الأهداف الفرعية الفكرية والتطبيقية التالية:
الأهداف الفكرية:
تحديد طبيعة تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري في واقع بيئة الأعمال المصرية.
تحديد أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي في تدعيم قيمة المنشأة.
تحديد أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشأة.
الأهداف التطبيقية:
توضيح دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم عناصر رأس المال الفكري.
توضيح أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على قيمة المنشأة.
توضيح أثر العلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على قيمة المنشاة.
فروض الدراسة:
اعتمد الباحثان عند صياغة فروض الدراسة على عدد من المصادر المختلفة في مقدمتها الدراسات السابقة ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بمشكلة الدراسة الحالية، واستنادا الي مشكلة الدراسة والتساؤلات المتعلقة بها تم صياغة فروض الدراسة في صورة الاثبات، والتي سيجري اختبارها بهدف الوصول الي نتائج الدراسة، وفيما يلي فروض الدراسة:
الفرض الرئيسي الاول: هناك تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على قيمة المنشاة.
الفرض الرئيسي الثاني: هناك تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس المال الفكري، ويتفرع من هذا الفرض الفروض الفرعية التالية:
- الفرض الفرعي الأول: هناك تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس المال البشري.
- الفرض الفرعي الثاني: هناك تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس المال الهيكلي.
- الفرض الفرعي الثالث: هناك تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس مال العلاقات (الخارجي).
الفرض الرئيسي الثالث: هناك تأثير ذو دلالة إحصائية لرأس المال الفكري على قيمة المنشاة.
الفرض الرئيسي الرابع: هناك تأثير غير مباشر ذو دلالة إحصائية للعلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على زيادة قيمة المنشاة.
نتائج البحث:
على مستوى الدراسة النظرية خلص الباحثان إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تُعد أحد الموضوعات المثارة حديثًا سواء على المستوى المحلي أو الدولي، حيث حظيت باهتمام الباحثين والممارسين والهيئات المهنية والتنظيمية، وأيدت جميعها أهمية هذه التقنيات وذلك للعديد من المنافع التي تحققها لكافة الأطراف المهتمة بتطبيق هذه التقنيات خاصة مع ارتباطها براس المال الفكري.
وأيضًا أهمية تحسين قيمة الشركة كمقياس للعديد من أصحاب المصالح في اتخاذ قراراتهم ذات الصلة بالشركة. كما خلص الباحثان إلى وجود اختلاف وتباين بين نتائج الدراسات السابقة بشأن أثر تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلاقتها برأس المال الفكري وأثر هذه العلاقة التفاعلية على قيمة الشركة، مما يؤكد على أهمية دراسة هذه العلاقة في واقع بيئة الأعمال المصرية.
أما على مستوى الدراسة الميدانية، فقد توصل الباحثان إلى توافر دليل ميداني لقبول فروض الدراسة حيث أشارت نتائج الدراسة الى ما يلي:
- وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على قيمة المنشاة.
- وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس المال البشري.
- وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس المال الهيكلي.
- وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على رأس مال العلاقات (الخارجي).
- وجود تأثير ذو دلالة إحصائية لرأس المال الفكري على قيمة المنشاة.
- وجود تأثير ذو دلالة إحصائية للعلاقة التفاعلية بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري على زيادة قيمة المنشاة.
التوصيات:
على ضوء النتائج التي تم التوصل إليها في كل من الدراسة النظرية والميدانية، يوصي الباحثان بما يلي:
- ضرورة التوسع في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، نظرًا للمنافع العديدة التي تتحقق من خلال تلك التقنيات، وخاصة تأثيرها الإيجابي على قيمة الشركة.
- ضرورة تبني الجهات المعنية تحديد إطاراً عاماً يتضمن ملامح تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والمبادئ والإجراءات والآليات المتبعة للاستفادة من هذه التقنيات بما يضمن تحقيق الاستفادة القصوى منها.
- ضرورة إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خطط المناهج الدراسية بالجامعات المصرية، مع التركيز على عقد ورش العمل والندوات والمؤتمرات والحالات العملية بالاستعانة بمستخدمي هذه التقنيات للوقوف على مدى تأثيرها على قيمة الشركة.
التوجهات البحثية المستقبلية:
في ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج يشير الباحثان الى وجود العديد من المجالات التي يمكن أن تشكل أساسًا لبحوث مستقبلية ومن أهمها ما يلي:
- العلاقة بين آليات التحول الرقمي ورأس المال الفكري في واقع بيئة الأعمال المصرية.
- العلاقة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وجودة المراجعة وانعكاسها على الأداء المالي.
- العلاقة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي ورأس المال الفكري وانعكاسها على جودة الأرباح المحاسبية.
|
