مقدمة ومشكلة البحث:
تنتج نظم المحاسبة الإلكترونية معلومات وتستخدم في اتخاذ القرارات وتتصف هذه المعلومات بأنها ملائمة ويمكن الاعتماد عليها للمستخدمين وأن المنشآت التي تستخدم التكنولوجيا تعتمد على نظم المحاسبة الإلكترونية أكثر من اعتمادها على نظم المعلومات اليدوية وأن الأجهزة المستخدمة فيها أجهزة متطورة ؛ فالمحاسب اليوم لابد أن يعترف بوجود تكنولوجيا المعلومات وما يتطلب من كيفية استخدامها وكيفية تشغيلها لمنفعة المنشأة ، وهو ما يتطلب مراجعتها بصفة مستمرة وفورية حتى يمكن تجنب مخاطرها وهو ما يستدعى ضرورة استخدام المراجعة المتسمرة ، حيت تعد المراجعة المستمرة بمنهجها ووسائلها هي المدخل والوسيلة الملائمة في بيئة الأعمال الحديثة التي اختفت فيها الأدلة الورقية. وحل محلها الأدلة الإلكترونية ويقوم أسلوب المراجعة الفورية المستمرة بالمراجعة الفورية للمعلومات التي تتدفق بصفة مستمرة عبر النظام, من خلال فحص وتحليل تلك المعلومات بشكل مستمر, ثم إصدار تقرير مراجعة فوري أو بعد وقت قصير جداً من وقوع الأحداث المرتبطة بتلك المعلومات, أي أن هذا الأسلوب يحقق للمراجع الاستجابة السريعة تجاه المعاملات والأحداث .
حيث أصبح نظام الـ ERP الاختيار المفضل لغالبية المنشآت ، لأن هذه الأنظمة تغير الطريقة التي تتم بها معالجة المعلومات المحاسبية وتقييمها وإبلاغها في جميع أنحاء الأعمال حيث يعزز نظام (ERP ) عمليات المنشاة من حيث السرعة وتخفيض التكاليف ، والتكامل بين الوظائف ، والمشاركة الفعالة بين الأقسام والفروع وتساعد المنشأة على توفير المعلومات اللازمة واتخاذ القرارات في الوقت الملائم كما يساعد ذلك توسع المنشات في استخدام الأنظمة الالكترونية وذلك لتسهيل العمليات داخل المنشأة . إذ يعد نظام تخطيط موارد المنشأة ERP العمود الفقري لكثير من المنشآت إذا تم تطبيقها بالشكل الصحيح الذي يعطي للمنشأة القوة والكفاءة والفاعلية ، حيث أصبح الوصول إلى المعلومات أكثر سهولة نتيجة تواجد المعلومات في قاعدة بيانات مشتركة ومتكاملة تمكن المحاسب من إعداد تقارير مالية غير روتينية وأكثر إفادة وتلبي احتياجات المستفيدين ، إلا أن عدم التكامل بين تطبيقات أنظمة المعلومات المحاسبية الممثلة داخل نظام تخطيط موارد المنشأة ERP قد يؤثر بشكل كبير على جودة ودقة عملية الإبلاغ المالى ومن ثم عملية إتخاذ القرار فى الوقت المناسب .
وعلى ذلك يصبح من الضروري تدعيم هذا النظام ERP بنظام مراجعة متطور قادر على الاستفادة من التكنولوجيا من أجل مراقبة وتقييم المخاطر بشكل مستمر، بالإضافة إلى توصيل المعلومات إلى متخذي القرار بشكل فوري لكي تتحقق الاستفادة الكاملة من هذه المعلومات. وهنا لابد من معرفة مدى مساهمة عملية المراجعة المستمرة في تحسين موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة وبالتالى تعزيز دقة الإبلاغ المالى للقوائم المالية .وبالتالى يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى السؤال الرئيسى التالى :-
هل يؤدي اعتماد مدخل المراجعة المستمرة في المنشآت التي تطبق نظام تخطيط موارد المنشأة ERP في تعزيز موثوقية النظام ؟ وهل يؤثر نظام تخطيط موارد المنشأة المدعوم بتقنية المراجعة المستمرة على دقة الإبلاغ المالى فى المنشأة محل التطبيق ؟
أهمية البحث
أ- الأهمية العلمية :-
تنبع أهمية الدراسة العلمية من حداثة موضوعها المتمثل فى دعم مصداقية وتحسين موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة بمدخل المراجعة المستمرة للتغلب على مشكلة عدم التكامل بين تطبيقات أنظمة المعلومات المحاسبية الممثلة داخل نظام تخطيط موارد المنشأة ERP مما قد يؤثر بشكل كبير على جودة ودقة عملية الإبلاغ المالى ومن ثم عملية إتخاذ القرار فى الوقت المناسب .
ب- الأهمية العملية :-
تنبع أهمية الدراسة العملية من الحاجة الملحة للمنشأة محل الدراسة ( شركة النيل للزيوت والصابون ) لتوفير المعلومات التي تتسم بالكفاءة والفعالية والوقتية فى ظل أزمة تنافسية لمنتجاتها مع المنتجات المحلية والمستوردة ، الأمر الذى يتطلب ضرورة إعادة هيكلة نظم معلوماتها المحاسبية كأحد السبل لتحتل مراكز تنافسية ، ويتحقق ذلك من خلال تطبيق أسلوب المراجعة المستمرة .كما يعمل نظام تخطيط موارد المنشأة ERP على تحقيق التناسق والاتصال الفعال بين الأقسام المختلفة داخل المنشأة، إذ إن كل قسم يساهم في تحقيق الهدف العام للمنشأة من خلال تحقيقه هدفه الخاص، وإن تطبيق المراجعة المستمرة سوف يؤدي إلى تحديد نقاط الضعف والخلل داخل النظام بشكل فوري مما يمكن النظام من اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الأخطاء التي تحدث دون أن يكون لها تأثير يذكر على فعالية المنشأة في تحقيق أهدافها المرسومة .
هدف البحث
وفقاً لمشكلة الدراسة وأهميتها ، يكمن الهدف الرئيسى في التعرف على دور مدخل المراجعة المستمرة في تحسين موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة ERP وأثر ذلك على تعزيز جودة ودقة عملية الإبلاغ المالى ومن ثم عملية إتخاذ القرار فى الوقت المناسب .ويتفرع من هذا الهدف الرئيسى مجموعة من الأهداف الفرعية أهمها :-
إلقاء الضوء على المراجعة المستمرة ودورها فى تحسين مصداقية وموثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة.
إلقاء الضوء على نظام تخطيط موارد المنشأة ERP وأثر دعمه بأسلوب المراجعة المستمرة على جودة ودقة عملية الإبلاغ المالى واتخاذ القرار .
فروض البحث
لغرض الإجابة عن السؤل الرئيسى للدراسة والذي يمثل مشكلة الدراسة التي يسعى الباحث إلى إيجاد الحلول المنطقية لها تم صياغة الفروض التالية :-
الفرض الأول :- " يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية للمراجعة المستمرة في تفعيل موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة " ويتفرع منه الفرضين الفرعيين التاليين :-
• يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية لكفاءة عملية المراجعة المستمرة في موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة" .
• يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية الفورية( الوقت الفورى ) لعملية المراجعة المستمرة في موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة" .
الفرض الثانى :- لا يعزز نظام تخطيط موارد المنشأة المدعوم بالمراجعة المستمرة دقة الإبلاغ المالى للمنشأة عينة الدراسة .
منهج البحث:
تسعى الدراسة لتحقيق أهدافها ، والرد على تساؤلاتها من خلال إتباع المنهج الوصفي الاستقرائي لأهم الدراسات التي تناولت موضوع المراجعة المستمرة ونظام تخطيط موارد المنشأة ودقة الإبلاغ المالى ، واختبار الفروض من خلال المنهج الاستنباطي للدراسة الميدانية والتطبيقية - الأمر الذى فرضته طبيعة وحداثة الموضوع -
وسائل جمع البيانات والمعلومات
لغرض تغطية الجانبين النظري والتطبيقي لهذا البحث تم الاعتماد على :
الجانب النظري :- سوف يستند الباحث على المراجع العلمية من الكتب والبحوث ورسائل الدكتوراه والماجستير والدوريات العربية والأجنبية، التي تخدم البحث فضلا عن الاعتماد على المواقع المتوفرة على شبكة المعلومات العالمية لاستقاء أحدث المعلومات والمستجدات ومحاولة الاستفادة منها في معالجة مشكلة البحث وتحقيق أهدافه .
الجانب الميدانى :- وذلك للتأكد من قدرة نظام المراجعة المستمرة على تحسين موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة ( ERP ) ولاختبار الفرض الرئيسى الأول للدراسة .
الجانب التطبيقي :- وذلك لمعرفة قدرة نظام تخطيط موارد المنشأة المدعوم بالمراجعة المستمرة على تعزيز جودة ودقة الإبلاغ المالى بشركة النيل للزيوت والصابون .
حدود البحث
الحدود البشرية : المحاسبين والمراجعين والمدريين بالشركة عينة الدراسة .
الحدود المكانية : سوف يتم تطبيق الدراسة ( الميدانية – التطبيقية ) على شركة النيل للزيوت والصابون بفروعها الأربع دون غيرها من الشركات .
الحدود الزمانية : تم إجراء الدراسة الميدانية خلال السنة الحالية ، أما الدراسة التطبيقية فقد أجريت على البيانات المالية لسنة 2018 – 2019 .
نتائج البحث
من خلال الإطار النظرى وتحليل بيانات الدراسة الميدانية والتطبيقية تم التوصل الى النتائج التالية :-
أولاً : نتائج الدراسة الميدانية :-
1. أصبحت هناك حاجة ملحة لتطبيق المراجعة المستمرة في بيئة الأعمال المعاصرة بسبب تطور
تكنولوجيا المعلومات، واستخدام الانترنت والتبادل الالكتروني في معظم العمليات.
2. يقع على عاتق الإدارة مسئولية تصميم نظام جيد للرقابة الداخلية من خلال تطبيق إطار إدارة المخاطر والذي يمكن المنشأة من تحقيق أهدافها الإستراتيجية والتشغيلية، وكذلك تقديم الدعم الكامل
للمراجعين لتطبيق المراجعة المستمرة ، وأيضا القيام بالمراقبة المستمرة لتقييم مستمر لكافة عناصر
ومكونات نظام الرقابة الداخلية في بيئة المراجعة المستمرة .
3. أن استخدام تقنيات المراجعة المستمرة يساعد على تفعيل موثوقية نظام تخطيط موارد المنشأة (ERP) من خلال تحقيق التكامل بين مختلف الوظائف والأنظمة والأقسام داخل المنشأة ، كما تقدم ميزة تنافسية وإستراتيجية لمنشآت الأعمال وذلك من خلال دورها في مساندة الإدارة على القيام بوظائفها الأساسية من تخطيط وتنسيق ورقابة أو اتخاذ القرارات على أعلى مستوى من الكفاءة والفعالية .
4. إن استخدام تقنيات المراجعة المستمرة يساعد على خلق ميزة تنافسية للمنشآت التي تطبق نظام تخطيط موارد المنشأة ( ERP ) من خلال تقديم معلومات ملائمة وموثوق فيها تساعد متخذ القرار على الوصول القرارات الصائبة بأقل تكلفة وبأسرع وقت ممكن.
5. إن استخدام تقنيات المراجعة المستمرة يساعد نظام تخطيط موارد المنشأة (ERP ) فى توفر البيانات التحليلية التي تساعد على اتخاذ القرار ، تساعد على تقويم الأداء ، وتحديد مواطن الضعف وتوفير البيانات اللازمة لتحديد البدائل المختلفة لزيادة فعالية استخدام الموارد المتاحة وتحديد الأقسام والأفراد المسئولة عن تحقيق ذلك على مستوى المنشأة .
6. إن تطبيق تقنيات المراجعة المستمرة في المنشآت التي تطبق نظام تخطيط موارد المنشأة ERP
يساعد على خلق بيئة تسمح بالسيطرة الكفء والفعالة على المنشأة.
7. الغرض النهائي من المراجعة المستمرة هو تعزيز فعالية وكفاءة المراجعة الداخلية في بيئة تخطيط موارد المنشأة .
ثانياً : نتائج الدراسة التطبيقية :-
1) أن نظام تخطيط موارد المنشأة ( ERP ) المدعوم بالمراجعة المستمرة قد احدث طفرة نوعية للتكامل الداخلي والخارجي ليعزز نظام المعلومات المحاسبي للشركة عينة الدراسة ، وقدم للإدارة الشركة رؤية تكاملية لإدارة التطبيقات عن أنشطتها الداخلية والخارجية مما يمكنها من اتخاذ القرارات الرشيدة.
2) يعمل نظام تخطيط موارد المنشأة المدعوم بالمراجعة المستمرة على الناظمة المحاسبية المؤتمتة وضمن قاعدة بيانات واحدة.
3) لنظام تخطيط موارد الوحدة الاقتصادية المدعوم بالمراجعة المستمرة ارتباطا قوية بدقة الإبلاغ المالي ، حيث ارتفعت دقة الإبلاغ المالي للشركة عينة الدراسة الى مستوى ( 81%) بعد ان كانت بنسبة (76%) قبل استخدام النظام، مما سيؤدى الى دقة المعلومات المحاسبية ، ويساهم فى تقليل درجة الشك وعدم التأكد لصانع أو متخذ القرار.
4) يساعد نظام تخطيط موارد المنشأة ((ERP المدعوم بتقنيات المراجعة المستمرة على تحقيق الفعالية من خلال إبراز الأنشطة التي لا تضيف قيمة وأوجه الإسراف ، والآثار السلبية لأي نشاط على غيره من الأنشطة بما يساعد على التخلص من الآثار السلبية ومن ثم تخفيض التكلفة على مستوى المنتج وعلى مستوى المنشأة ، كما تساعد على ترشيد عملية التسعير حيث يتم توفير تلك البيانات بدقة أكبر وسرعة أكبر في ظل ما توفره من قاعدة بيانات ، وهذا بالإضافة إلى توفير المرونة والسرعة اللازمة لإعادة النظر في عملية التسعير في ظل الظروف الداخلية للمنشأة والبيئة الخارجية لها ممثلة في المنافسين والجهات الرسمية المؤثرة في عملية التسعير ، بما يحقق الاستجابة السريعة لتلك المتغيرات .
5) يساعد نظام تخطيط موارد المنشأة ((ERP المدعوم بتقنيات المراجعة المستمرة في إعداد الموازنات عن طريق توفير قاعدة بيانات على مستوى المنشأة والسوق الخارجية ، كما تساعد في سرعة ودقة إعداد الموازنات المختلفة ، مع سرعة الاستجابة لأي متغيرات لم تكن متوقعة .
6) يساعد نظام تخطيط موارد المنشأة ((ERP المدعوم بتقنيات المراجعة المستمرة على توفير قاعدة البيانات بالسرعة والدقة التي تسهم بشكل كبير في مساعدة متخذ القرار ووضع البدائل المختلفة وتقويم تلك البدائل واختيار الأفضل سعيا لتحقيق الهدف .
7) كما يقوم نظام الـ( (ERP المدعوم بتقنيات المراجعة المستمرة على التنسيق بين الأقسام والأنشطة من خلال توفير البيانات بالسرعة والتفصيل الذي يساعد جميع الأقسام على التنسيق ووضوح الرؤية لدى جميع الأقسام عن الإمكانات المتاحة لدى كل منها، حيث تقدم قاعدة البيانات وتبويبها بالشكل الذي يساعد على سهولة وسرعة ودقة البيانات اللازمة لمقارنة تقديرات الموازنات بما أسفر عنه الأداء الفعلي حيث يمكن تحقيق ذلك على فترات زمنية قصيرة ، ومن ثم اكتشاف الانحرافات في التوقيت المناسبة مع سرعة تصحيحها أو تطويرها لمصلحة المنشأة .
|