شكلت انتخابات 2005 حالة ذات طبيعة خاصة في الممارسة الانتخابية داخل المجتمع المصري لما ارتبط بهذه الانتخابات من متغيرات جديدة أضافت لها أهمية استثنائية، حيث تم استخدام الصناديق الزجاجية لأول مرة في العملية الانتخابية، وأيضاً تأسيس جبهة موحدة للمعارضة تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتغيير" في مواجهة الحزب الحاكم (الحزب الوطني الديمقراطي)، علاوة على طلب الرئيس (آنذاك) في فبراير 2005 بتعديل المادة (76) من الدستور الخاصة بالانتخابات الرئاسية لتكون بالاقتراع المباشر من الشعب.
في ضوء ذلك تحددت أهداف هذه الدراسة في الكشف عن الأبعاد الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية المحددة للمشاركة السياسية في المجتمع المصري بشكل عام، والتعرف على خريطة القوى السياسية والمشاركة في انتخابات 2005 بمحافظة القليوبية، وبيان اتجاهات ومحددات مشاركة الناخبين بمحافظة القليوبية في هذه الانتخابات، بالإضافة إلى وضع تصور مستقبلي للعملية الانتخابية في المجتمع المصري بشكل عام ومحافظة القليوبية بشكل خاص.
وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي للكشف عن السياق الاقتصادي – الاجتماعي والسياسي الذي تمت فيه انتخابات 2005، ورصد أنماط وصور المشاركة السياسية للناخبين بمحافظة القليوبية في ظل هذا السياق.
وقد تمثلت الأداة المنهجية في استمارة الاستبيان التي تم تطبيقها على عينة عشوائية بلغت (1000) مفردة من المقيمين بمراكز وقرى محافظة القليوبية (ذكور – إناث)، وكانت طريقة سحب العينة من خلال ما يسمى عينة "التجمعات الطبقية غير النسبية".
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها ارتفاع نسبة المشاركة السياسية بمحافظة القليوبية، تراجع شعبية الحزب الوطني داخل المحافظة، وأيضاً تراجع فاعلية الأحزاب السياسية في التأثير على الناخبين، كما كشفت نتائج الدراسة أيضاً عن تصاعد الخطاب الديني وخاصة لجماعة الأخوان المسلمين وقدرة هذا الخطاب على حشد الشباب داخل المحافظة لصالح مرشحي الجماعة في ظل تراجع واضح لمشاركة المرأة في هذه الانتخابات، وانتهت هذه الدراسة بطرح رؤية مستقبلية عن مستقبل الديمقراطية في المجتمع المصري بشكل عام، من خلال مجموعة من البدائل أو السيناريوهات التي تحقق إحداها بقيام ثورة 25 يناير 2011. |