تكتسب مشكلة بطالة الشباب في المناطق العشوائية أهمية واضحة تنطق بالمخاطر الاجتماعية التي يمكن أن تترتب على هذه الوضعية المجتمعية المأزومة التي تتضافر فيها مشكلة البطالة مع الأوضاع المعيشية المتدهورة التي يعيش فيها شباب المناطق العشوائية. وبذلك يتحدد هدف هذه الدراسة في رصد المخاطر الاجتماعية المترتبة على بطالة الشباب في المناطق العشوائية، وكيفية إدارة هذه المخاطر. وقد اعتمدت الدراسة في بناء إطارها التصوري على مدخل مجتمع المخاطر من خلال ما طرحه أولريش بيك Urick Beck من أفكار نظرية في هذا السياق، وكذلك مدخل وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها : ارتفاع نسبة المتعطلين عن العمل في هذه المناطق نتيجة عدم توفر فرص عمل، صعوبة الحصول على فرصة عمل في أماكن أخرى لعدم توفر التأهيل المهني لهؤلاء الشباب وفق احتياجات سوق العمل، وأيضاً معاناة هؤلاء الشباب المتعطل عن العمل لعدد من المخاطر، كالمخاطر النفسية مثل الشعور بالإحباط واليأس والعزلة، ومخاطر اجتماعية كالعزوف عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة وتقت العلاقات التربية، هذا بالإضافة إلى المخاطر السياسية والأمنية، كضعف الانتماء الوطني واللجوء للعنف وسهولة تبني الأفكار المتطرفة، كما أوضحت نتائج الدراسة أن تطوير التعليم ووضع برامج للتدريب والتأهيل المهني للشباب وتشجيع إقامة صناعات صغيرة ومنح قروض ميسرة للشباب، كل هذا يمثل أدوات لمواجهة المخاطر الاجتماعية المترتبة على بطلة شباب المناطق العشوائية. وفي نهاية الدراسة تم طرح عدد من التوصيات أبرزها ضرورة توجيه رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني لمشاركة الحكومة في تطوير هذه المناطق العشوائية، وضرورة تشكيل وحدات داخل صندوق تطوير الشوائيات تكون مهمته إدارة المخاطر التي يمكن أن تنتج عن بطالة الشباب في هذه المناطق العشوائية |
