يُعدُّ مسرح الهواةِ النواة الحقيقية لتطورَ الحركة المسرحية فهو أحد أهم الروافد المسرحية المصرية التي أسهمت في تقديم العديد من المواهبِ المختلفة والمتنوعة التي أثرتْ الحياة الفنية بوجه عام"( عايدة علام ، 2002 – 10 )
إنَّه يتيحُ الفرصةَ للممثلين والمُخرجين الشباب الذين يمتلكون طاقات فنية وإبداعية خلَّاقة تمكنهم من تقديم عروضهم المسرحية بحرية تامة بمعني أنه يوفرُ مناخ من الحرية في ممارسة العملية المسرحية فلا قيود رقابية من الرقابة على المصنفات الفنية، ولا متابعة تتعلقُ بفكر المخرج، ولا حجر على موضوعات معينة فمساحة الحرية متاحة للجميع كما أنه يمنحُ فرص إنتاج أعداداً كبيرة من العروض المسرحية قليلة التكلفة . هذا وتتولي الهيئة العامة لقصور الثقافة رعاية هذا المسرح إيماناً منها بالدور الذي يمكن أن يلعبه في التعبير عن هموم ومشكلات أكبر فئة في المعدلات السكانية في مصر وهي فئة الشباب التي تشكلُ العمود الفقري للمجتمع المصري فالشبابُ يمثلوُن نصف الحاضر وكل المستقبل ( محمد مبارك ، 2002 – 85) .
إنَّ مسرح الهواة يقومُ على صدق الممارسة وليس على حسابات تتعلقُ بالعائد المادي، أو حتي تحقيق الشهرة وجمهوره يكاد يكون متجانساً حيث يتسمون بخصائص ديموغرافية تكاد تتشابه في المرحلة العمرية والثقافية وبالتالي يسهلُ عملية التلقي المسرحي الباعثة على الإستجابة الفكرية، والوجدانية، والفنية، ومن ثمَّ يمكنُ تشكيلُ وعي ووجدان هؤلاء الشباب والتأثير فيهم خاصة (مصطفي منصور، 2005 – 38 ) إذا ما توافرت النصوص والعروض المسرحية التي تعالج المشكلات والقضايا التي يعانون منها في واقعهم وقدمت برؤي إخراجية بسيطة وممتعة وتوافرت فيها عناصر الجذب والإبهار، ويُعدُّ العرض المسرحي " اعمل نفسك ميت " نموذجاً من هذه العروض حيث قدَّم رؤية نقدية ساخرة لفترة من حياة الشعب المصري عان فيها الشبابُ من أوضاع سياسية، واقتصادية، واجتماعية، متردية جعلته يشعرُ باليأس والاحباط ويفقدُ ذاته وكيانه النفسي والاجتماعي، وقدرته على التكامل ومواجهة الواقع بكل أزماته وتحدياته المختلفة.
|
