يعتبرُ الرمز العنصر الفنى الذي تمتازُ به النصوص الأدبية لما يحتوى من دلالات تساعدُ المتلفى فى قراءة النص الأدبى قراءة مفتوحة ويتشكلُ الرمز فى الحوار الدرامى كاشفاً ثيمات النص عبر شخصيات يجمعها صراع فى زمان ومكان معين ويستخدم لنقل المشاعر والافكار والمواقف ؛ ولأنه يتوافرُ على دلالاتٍ عديدة فهو يحملُ عدّة أبعاد فكرية وفلسفية وجمالية كما أنه يحقق العمق الفنى للعمل المسرحي. لـذا سعى كُتَّاب المسرحِ إلى تضمين نصوصهم بالرمز فى محاولة لإشراك المتلقى فى إستكشاف المعانى المتخفية ومن ثَّم الوصول إلى المتعة الجمالية .
(مهدى هندوالوزنى ، 2020 – 1)
إلا أن هناك مَنْ يرى ومنهم الشعراء أنَّ الرمزَ لما فيه من إيحاء وتشويق لجأ إليه الكُتَّاب عندما عجزت اللغة عن التعبير وإستخدم الرمز كأداة لبعث الحياة فيها من جديد . أى أنه جاء تمرداً على مظاهر التعبير مستبدلاً تسمية الأشياء بمسمياتها بوصفه صورة كبيرة تتفتح حول الفكرة . (نوزاد جعدان ، 2020 - 15)
والمسرح الرمزى هو أسلوب درامى يستخدم غالباً الرمزية وهى شكل من أشكال التمثيل حيث يرمز كائن أو شخص أو حدث إلى شئ آخر لنقل مفاهيم أو أفكار معقدة ، فالرمز هو إنابة شئ عن شئ آخر كما أنه أحد معطيات المؤلف المسرحى سواء بإستخدام لغة الكلام ، أو التضمينات الفكرية ليمتلك النص أبعاداً غير الظاهر منه . (سعيد غلوش ، 1985 – 101)
ولما كان الرمز بالضرورة يحتملُ دلالة أبعد مما يبدو عليه فى الواقع فإَّن ما يدخل الرمز فى تركيبه يمتلك هذا البعد وهو بعد فكرى وفلسفى كما أنه يتضمنُ بعداً جمالياً يظهر فى أبسط صورة بالغموض الذي يكتنفُ الرمز .
|