إن من حق كل فرد من أفراد هذه الأسرة أن ينعم بالحياة الطبيعية ويستمتع بوقته ولكن مع وجود التكامل والتنظيم والمشاركة الإيجابية، فبواسطة أساليب التدخل العلاجي لمتطلبات وحاجات الطفل المعاق ذهنياً ومساعدة الوالدين في فهم النواحي الانفعالية والاضطرابات السلوكية من قلق وخوف وعدوان لهؤلاء الأطفال وأيضاً السلوك الجنسي وتحقيق الذات ومستوى التوافق وكيفية الاتصال معهم وتدريب الآباء والأمهات بشكل فردي وجماعي من خلال مشاركة القائم بالتدريب وبذلك يمكن مواجهة التحدي والحفاظ على كيان وسعادة الأسرة فالأب ربما يكون معزولاً رغماً عنه، إلا أن الأم في مجتمعنا الشرقي تحب أن تضحي وتقوم بكل العمل وقد تجري الأسرة تغييرات كثيرة في نظام الحياة اليومية وربما في بناء المنزل أو قطع الأثاث لتواجه الاحتياجات الخاصة بطفلها المعاق ذهنياً وقد تواجه الكثير والكثير من مشكلات تختلف طبيعتها مع اختلاف مراحل نمو هذا الإنسان فالطفل الصغير يحتاج إلى التغذية والنظافة والتعلم وربما لمواجهة بعض المشكلات السلوكية وعندما يكبر ويصل إلى سن المراهقة تواجه الأسرة مشاكل من نوع آخر تتطلب الحكمة والمعلومات وخبرة الأسرة السابقة فلا بد من أساليب التدخل العلاجي لحل هذه المشكلة والتغلب عليها وحتى إذا توفرت حاجات الطفل المعاق ذهنياً والإمكانيات يتوقف ذلك على أساليب التدخل العلاجي وذلك لتعلم الأب والأم تنمية الشعور بالثقة ومنح الطفل المعاق السند الانفعالي والتدعيم الإيجابي فقد نستخدم بعض الأساليب العلاجية منها العلاج بالموسيقى والعلاج بالفن (الرسم) وبعض فنيات العلاج السلوكي والعلاج بالرقص الإيقاعي وغيرها ، وذلك لمتطلبات الاضطرابات الانفعالية والعقلية والعضوية وتنمية الوعي بالذات والتعامل مع مشاعر الإحباط والتكيف مع الآخرين، لدى الأطفال المعاقين ذهنياً.
التدخل العلاجي : Adventure therapy : يؤدي التدخل العلاجي دوراً بالغ الأهمية في التغيير وعلاج اضطرابات التوافق والاضطرابات العقلية والانفعالية والارتقائية والعضوية وزيادة الوعي بالذات وتغيير الإحباط ومشاعر الوحدة النفسية والعزلة للطفل المعاق ذهنياً وأيضاً لتغيير مشاعر وأفكار وسلوك الوالدين من المعاناة النفسية تجاه الطفل المعاق ذهنياً (Guthrie–H,2004,p6652) وقد يؤدي التدخل العلاجي لتنمية مهارات السلوك التوافقي لدى الطفل المعاق ذهنياً وتحسين التوافق النفسي والاجتماعي والانفعالي ونمو الاستجابات التعاونية والاتصال اللفظي والبدني له ، وقد أكدت دراسة الدكتوراه (لبيومان 2004 Bauman,S) بأن التدخل العلاجي يستكشف خبرات موضوعية لأسر الأطفال المعاقين ذهنياً ومصادر الضغوط المحددة لهم وذلك بهدف المساندة الاجتماعية والنفسية ( Bauman,S,2004,p6068) وقد أكد (بلان ميشيل Ballan,M) في رسالته للدكتوراه عام 2002 على أهمية التدخل العلاجي لتدريب مجموعة من الوالدين على التربية الجنسية الملائمة لأطفالهم المتخلفين عقلياً وكيفية مواجهة صدمة الأسر وشكواهم من القلق والخوف لأطفالهم وأيضاً معرفة النواحي الانفعالية والنفسية وكيفية تحقيق الذات لهؤلاء الأطفال المعاقين ذهنياً، (Ballan,M,2002,p3069)، فأساليب التدخل العلاجي كثيرة منها العلاج السلوكي والعلاج بالموسيقى والعلاج بالفن (الرسم) والعلاج بالرقص الإيقاعي وغير ذلك من أساليب التدخل العلاجي ولكننا نقتصر على الأنواع التي ذكرت فقط مع مشاركة والدي الطفل أو أحدهما في مواقف العلاج والتدريب للأطفال المعاقين ذهنياً ويتم تدريب الآباء والأمهات بشكل فردي وجماعي من خلال الدروس والمناقشات والمحاضرات ومن خلال المشاركة الإيجابية في التدريب مع أطفالهم المعاقين ذهنياً.
|
