باتت الحاجة إلى توطين المفاهيم الغربية الوافدة فى الفكر العربى ضرورة ملحة فى ظل أوضاع عولمية جعلت من الصعب تجنب عمليات المثاقفة والاحتكاك الثقافى مع ثقافات أخرى، وما يتبع تلك العمليات من وفود مفاهيم محملة بدلالات ومضامين هى نتاج بيئاتها، وبالتالى تأتى عملية إعادة بناء المفاهيم الوافدة كضرورة ملحة ووسيلة أساسية للتعامل مع مثل تلك المفاهيم؛ للكشف عن دلالاتها ومضامينها وعوامل الالتباس فيها، وتحديد مدى قابليتها للتوطين فى الفكر التربوى العربى، وإمكانات توظيفها تربوياً. وانطلاقاً من ذلك يهدف البحث إلى وضع رؤية بنائية مقترحة لتوطين المفاهيم الوافدة فى الفكر التربوى العربى على ضوء مدخل إعادة بناء المفاهيم مع التطبيق على مفهوم المواطنة العالمية، كمحاولة للكشف عن الدلالات والمضامين وعوامل الغموض التى ينطوى عليها هذا المفهوم، والتصدى لكافة عوامل الاغتراب، وأشكال الهيمنة، والالتباس، والتناقض، واللامعقولية التى تحيط بالمفهوم وإعادة بنائه من أجل توطينه وتوظيفه تربوياً بالشكل الذى يتناسب مع طبيعة الفكر التربوى، ومبادىء التربية العربية . |